السودان الان السودان عاجل

الفاشر : ثمانية مطابخ مجتمعية بتقديم وجبتين ساخنتين لآلاف النازحين

مصدر الخبر / راديو دبنقا

بدأ الآلاف من سكان شمال دارفور في السودان في تلقي وجبات ساخنة مع تصاعد حدة النزاعات وازدياد نقص الغذاء بشكل ملحوظ. في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء السكان، تبرز أهمية المساعدات الإنسانية كعامل حيوي في تخفيف معاناتهم.

تقوم ثمانية مطابخ مجتمعية بتقديم وجبتين ساخنتين يوميًا لنحو 10,000 نازح حديثًا في مخيم زمزم الواقع جنوبي مدينة الفاشر. هذا المخيم، الذي أصبح ملاذًا للعديد من الأسر التي فقدت منازلها، يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة. وقد شهدت المدينة قتالًا عنيفًا على مدى عدة أشهر، مما أدى إلى تعطيل وصول الإمدادات الأساسية وإجبار عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم. هذه النزاعات المستمرة تسببت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وأشار “دانييل أومالي”، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، إلى أن بعض سكان المخيم يعانون من نقص حاد في الغذاء، حيث يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم، وغالبًا ما تفتقر هذه الوجبات إلى البروتينات والفواكه والخضروات. هذا النقص في التغذية يؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال والنساء الحوامل، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض وسوء التغذية.

وأكد أومالي أن المطابخ المجتمعية تمثل الأمل الوحيد للعديد من الأسر، لكنها لن تكون كافية لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية. فبينما توفر هذه المطابخ بعض الإغاثة، إلا أن الوضع العام يتطلب استجابة شاملة من المجتمع الدولي لتلبية احتياجات النازحين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام. إن استمرار النزاعات وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة يزيد من تعقيد جهود الإغاثة، مما يستدعي تكاتف الجهود الدولية والمحلية لتقديم الدعم اللازم وتحسين الظروف المعيشية للمتضررين.

أكدت ملك عبد الله علي، إحدى النازحات من الفاشر، أنها تشعر بالشبع للمرة الأولى منذ سبعة أيام، حيث لم تتناول وجبة مناسبة في مخيم زمزم منذ سبعة أشهر. تعكس تجربتها الصعبة واقع العديد من سكان المخيم الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء، مما يجعلهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تصل إليهم بشكل متقطع.

يُعتبر مخيم زمزم، الذي تأسس في عام 2004، ملاذًا آمنًا لنحو نصف مليون شخص في شمال دارفور. ومع تزايد أعداد النازحين الفارين من القتال في الفاشر، يتوقع أن تتفاقم أزمة الغذاء. كما أن نحو ثلث مواقع توزيع المياه في المخيم لا تعمل، مما يزيد من معاناة السكان، في حين بدأت الإمدادات الطبية في النفاد.

أشار أومالي إلى أن الوضع في الفاشر والمناطق المحيطة به لا يزال مقلقًا، حيث يجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين أطراف النزاع مع خيارات محدودة للتنقل. ودعا إلى ضرورة توفير مساحة إنسانية، مشددًا على مسؤولية أطراف النزاع في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. من جانبها، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن المطابخ المجتمعية التي تدعمها، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، توفر وجبتين ساخنتين يوميًا لنحو 10 آلاف نازح في المخيم.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا