نظمت نساء حي “عباد الرحمن” في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، يوم الثلاثاء وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين في المنطقة. تأتي هذه الفعالية في ظل تصاعد القلق من الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، حيث تعاني المجتمعات المحلية من آثار النزاع المستمر.
وشهدت الوقفة الاحتجاجية مشاركة واسعة من أمهات وشقيقات وأزواج الضحايا الذين سقطوا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي يوم السبت الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة العشرات، بينهم 12 قتيلاً من سكان حي عباد الرحمن. هذه الحادثة أثارت مشاعر الغضب والاستنكار بين المواطنين، الذين طالبوا بضرورة حماية المدنيين.
وفي حديثها لراديو دبنقا، عبرت الطفلة أفراح كمال عن معاناتها بعد إصابة شقيقها أثناء عمله في بقالة “رزاز” بالقرب من طريق المطار. وأشارت إلى التحديات التي تواجهها عائلتها في تأمين تكاليف العلاج، داعية القوات المسلحة والدعم السريع إلى إنهاء النزاع ووقف الحرب التي تسببت في معاناة الكثيرين.
عبرت عفاف آدم عمر، التي فقدت ابنها صالح وأحد عشر من جيرانها، عن معاناتهم قائلة إنهم مجرد مواطنين عاديين لا علاقة لهم بالجيش أو قوات الدعم السريع. وأكدت أن ما يحتاجونه هو الأمان، مناشدة القادة العسكريين البرهان وحميدتي بضرورة إنهاء هذه الحرب التي تسببت في مآسي لا حصر لها.
في سياق متصل، خرجت نساء حي “عباد الرحمن” في وقفة احتجاجية تعبيراً عن مطالبتهن بوقف النزاع المسلح. وأشارت إحدى المشاركات إلى أن القصف الجوي أدى إلى فقدان العديد من الجيران وتدمير المنازل، معبرة عن أملها في أن يتوقف هذا الصراع المدمر الذي أثر على حياتهم بشكل كبير.
كما تحدثت عدد من المشاركات في الوقفة لراديو دبنقا، مشيرات إلى الأثر النفسي العميق الذي خلفه القصف على النساء والأطفال في مدينة نيالا. وأوضحت إحدى المشاركات أنهن يعانين من حالة من الخوف المستمر، حيث يتوقعن فقدان حياتهن أو فقدان أحبائهن في أي لحظة، مما جعلهن غير قادرات على ممارسة حياتهن الطبيعية أو إرسال أبنائهن إلى المدارس.