ارتفع عدد القتلى بين سكان التكينة بشمال الجزيرة، يوم الأربعاء، إلى تسعة أشخاص، نتيجة تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع وسكان المنطقة، بينما لم يتضح عدد القتلى في صفوف قوات الدعم السريع. أفادت مصادر متطابقة لراديو دبنقا بأن قوات الدعم السريع قد جددت هجومها على منطقة التكينة يوم أمس الأربعاء، مما أسفر عن اشتباكات مع سكان المنطقة، قبل أن يقوم الجيش بتنفيذ غارة جوية تلتها فترة من الهدوء الحذر في الأوضاع. أفاد المبر محمود، الأمين العام لمؤتمر الجزيرة، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن عدد الضحايا من مواطني التكينة قد ارتفع إلى 9 قتلى بالإضافة إلى عدد من الإصابات، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات حتى وقت متأخر من يوم الأربعاء. شهدت منطقة التكينة يوم الثلاثاء اشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وعدد من جنود الدعم السريع، في حين نفذت الطائرات الحربية غارات جوية أدت إلى انسحاب جنود الدعم السريع.
من جهته، نفى أيوب نهار، مستشار قائد الدعم السريع، في مقابلة مع راديو دبنقا، معرفته بحدوث اشتباكات في التكينة، غير أنه أشار في ذات الوقت إلى أن أي شخص يحمل السلاح في تلك المنطقة وغيرها يعد هدفاً مشروعاً. في شهر مايو الماضي، تعرضت منطقة التكينة لهجوم مشابه من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة آخرين. تقع التكينة في محلية الكاملين، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال مدينة ود مدني. وحسب معلومات مؤتمر الجزيرة، فإن عدد سكان التكينة يبلغ 120 ألف نسمة، حيث يشكل النازحون الفارون من أهوال الحرب منذ ديسمبر الماضي الغالبية العظمى منهم. تستضيف المنطقة عددًا كبيرًا من النازحين من القرى مثل “السريحة”، و”أزرق”، و”ودلميد”، و”العديد”، و”أمغد”، و”البشاقرة”، الذين لجأوا إلى منطقة “التكينة” في ولاية الجزيرة.
تسليح المدنيين.. جدل مستمر
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، بشكل كبير، مقطع فيديو يظهر العشرات من مواطني التكينة على طريق الخرطوم مدني وهم يحملون الأسلحة، ويزيلون الحواجز، ويهددون قوات الدعم السريع. يقول المبر محمود، الأمين العام لمؤتمر الجزيرة لراديو دبنقا، إن المواطنين يعتمدون على أسلحة بسيطة للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم، معتبرًا ذلك أمرًا مشروعًا. كما نفى تلقيهم الدعم من الجيش أو أي جهة مرتبطة به. وأضاف أن سكان الجزيرة يشعرون بالغضب تجاه الجيش لعدم تزويدهم بالسلاح. أعلن المبر رفضه لمؤتمر الجزيرة الذي يدعو لتسليح المواطنين، ودعا الجيش للاضطلاع بواجباته الدستورية في حماية المواطنين. ومع ذلك، أكد أن دفاع المواطنين عن أنفسهم يُعتبر في القانون الدولي “حركة مقاومة وتحرر” ولا يلغي صفتهم المدنية. وتساءل: “كيف يمكنك أن تتعامل مع شخص يهاجمك في منزلك ويسعى للاعتداء عليك وسرقة ممتلكاتك؟”. في المقابل، يوضح أيوب نهار، مستشار قائد الدعم السريع، لراديو دبنقا أن الفيديو المتداول يبرز وجود المسلحين على طريق الخرطوم مدني، بالقرب من التكينة. ويشير إلى أن حمل المدنيين السلاح يبعدهم عن دائرة الحياة المدنية، مشيراً إلى أن البروتوكول الخاص بحماية المدنيين في القانون الإنساني الدولي ينص على أنه إذا حمل المدنيون السلاح، فإنهم يتحولون إلى أطراف في النزاع. ويضيف قائلاً: “السلاح يتم مواجهته بالسلاح”. تعرف اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب، التي تم اعتمادها في أغسطس 1949، المدنيين بأنهم الأفراد الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية، بما في ذلك أفراد القوات المسلحة الذين تخلى عنهم أسلحتهم، والأشخاص الذين لا يمكنهم القتال بسبب المرض أو الإصابة أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر.
اتهامات ودفاع
في مقابلة مع راديو دبنقا، اتهم أيوب نهار، مستشار قائد الدعم السريع، الجيش بمحاولة خلق مواجهة بين قوات الدعم السريع والمدنيين، ووصف ذلك بأنه محاولات يائسة لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. كما أشار إلى وجود خطة لتسليح المواطنين في قرى الجزيرة، والتي تم الكشف عنها عبر مقاطع فيديو موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أن هذه المقاطع تظهر من يعرفهم بـ”الفلول وبعض المخدوعين من قرية التكينة وقُرى أخرى، وهم يهددون بمهاجمة قواتنا”. ناشد نهار سكان القرى بالابتعاد عن ما أطلق عليه مخطط الفلول ومحاولات استدراج المواطنين للقتال تحت عنوان المقاومة الشعبية، مُشيرًا إلى أهمية الابتعاد عن المسلحين. وأكد أن قوات الدعم السريع لن تتهاون مع من يُعتبرون فلولًا ومسلحين، وستتصدى لهم بكل حزم. يشير إلى أن قوات الدعم السريع قامت بمراقبة عمليات التجهيز والتسليح لبعض المواطنين في قرى ومناطق ولاية الجزيرة، بهدف مهاجمة قوات الدعم السريع. وأضاف “وفقاً للمعلومات المؤكدة لدينا، فإن هذا المخطط يهدف إلى نشر الفوضى، ودفع المواطنين إلى ساحات القتال بعد توزيع الأسلحة عليهم، ومن ثم الترويج السياسي والإعلامي”.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تمتلك أدلة كافية تدلل على تورط قيادات المؤتمر الوطني في عمليات التجييش العشوائي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية من خلال ادعاءات الانتهاكات. وأضاف أن أبرز الشواهد على ذلك هو إعلان البرهان في خطاب علني في منطقة البطانة عن تسليح المدنيين تحت مسمى المقاومة الشعبية (الدفاع الشعبي) واستعداده لتسليح جميع المناطق. يقول المبر محمود، الأمين العام لمؤتمر الجزيرة، لراديو دبنقا إن المناطق السكنية لا يجوز أن تكون هدفاً عسكرياً. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع، بدلاً من استهداف الأهداف العسكرية مثل مقرات الجيش وارتكازاته، تركز على مهاجمة القرى والمدن وتطويقها. أشار إلى أن قرية “التكينة” في محلية الكاملين تتعرض للحصار منذ يوم الخميس الماضي، 14 نوفمبر الجاري، ووجه اتهامًا لقوات الدعم السريع بالتخطيط لتنفيذ مجزرة جديدة في التكينة، خاصة تلك التي تأوي نازحين من قرى شرق وشمال الولاية مثل “أزرق، والسريحة، وأم مغد، والبشاقرة” وغيرها. وحذر من كارثة ومجزرة قادمة في “التكينة”، مشيرًا إلى أنهم يتابعون تصرفات قوات الدعم السريع وخططها. كما اتهمها بتفريغ القرى المحيطة بالتكينة من السكان تمهيدًا لارتكاب المجزرة. نشرت قوات الدعم السريع يوم الأربعاء مقطع فيديو يوضح الاشتباكات التي حدثت في التكينة، حيث ذكر الجنود في الفيديو أنه لا يوجد جيش في المنطقة وأن الذين يواجهونهم بأسلحتهم هم من المواطنين. اتهم المبر محمود قوات الدعم السريع باقتحام منطقة اللعوتة واحتجاز المواطنين وتهجيرهم، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا.
كما أشار إلى تهجير قرى البشاقرة غرب وأم مغد والسريحة. وقال إن عدد الضحايا في منطقة الهلالية بسبب التسمم والكوليرا وهجمات قوات الدعم السريع قد ارتفع في الإحصائية الأخيرة يوم الثلاثاء إلى 527 شخصاً خلال ثلاثة أسابيع. وأشار إلى أن المواطنين يعبرون من الهلالية إلى أبو عشر يومياً بسبب نقص المواد الغذائية والرعاية الصحية وانتشار الكوليرا. من جهة أخرى، نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو اعترفت فيها بتدهور الوضع الصحي في أبو عشر والهلالية، موضحة أنها أرسلت قافلة من الأدوية وسجلت شهادات لبعض المواطنين. ومع ذلك، يرى المحامي محمود أن هذه الشهادات تأتي من مواطنين ضعفاء يقيمون في منطقة تحت سيطرة الدعم السريع. وأشار المبر إلى أن عدد الضحايا في ود عشيب بشرق الجزيرة ارتفع إلى 30 شخصاً نتيجة غياب الرعاية الصحية واندلاع مرض الكوليرا، منذ أن اقتحمت قوات الدعم السريع المنطقة. كما أوضح أن رفاعة تعاني من حصار شديد، حيث تسجل الوفيات اليومية بمعدل يتراوح بين 7 إلى 10 حالات، ولا يُسمح للمواطنين بالتحرك إلا إلى المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع. ورأى أن احتجاز المواطنين ومنعهم من الحركة يعتبر من قبيل الإبادة الجماعية.
نزوح جماعي
فيما يتعلق بحركة النزوح، أكد المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة خلال مقابلة مع راديو دبنقا وجود 120 ألف شخص في منطقة التكينة، من بينهم نازحون من أكثر من 10 قرى. وأضاف أن عددًا من النازحين الجدد وسكان المنطقة قد نزحوا إلى خارجها منذ يوم الثلاثاء نتيجة للهجمات، مشيرًا إلى أن النزوح يحدث عبر طرق غير آمنة تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. وأهاب بقوات الدعم السريع توفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من القرى التي وصفها بالمحاصرة. تزايدت وتيرة المعارك والهجمات في مناطق الجزيرة قبل أكثر من شهر، بعد انشقاق أبوعاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في الجزيرة، وانضمامه للجيش. وقد أسفر ذلك عن تنفيذ هجمات واسعة على مناطق تمبول وقرى شرق وشمال الجزيرة. ذكرت مصادر متطابقة أن 1237 شخصًا لاقوا حتفهم، فيما نزح 343 ألف شخص منذ بداية الهجمات في شرق وشمال الجزيرة.
قاتلهم الله هؤلاء الاوباش لا دين لهم انهم وحوش وليس بشر قري الجزيرة آمنه لا يعرفون حتي معني الحرب
حسبي الله ونعم الوكيل عليهم