أفاد أطباء في منطقة الهلالية بشرق الجزيرة بأن حالات الإصابة بالإسهالات المائية بدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً، مما أدى إلى انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بهذا الوباء. يأتي هذا التطور في وقت كانت فيه المدينة تعاني من تفشي هذه الحالة الصحية.
وفي حديثه لراديو دبنقا، نفى الدكتور عبد المنعم، المدير الطبي السابق لمستشفى الهلالية، أن يكون الوباء ناتجاً عن تسمم زئبقي متعمد. وأوضح أن الإسهالات المائية في المدينة ناتجة عن تلوث بكتيري ناتج عن اختلاط مياه الآبار بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى الازدحام وقلة المراحيض، مشيراً إلى أن رائحة وطعم المياه قد تغيرا ليصبحا مشابهين لرائحة “البلاعات”.
في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة، تجمع سكان المدينة في عدة مناطق بعد الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع، وذلك خوفاً من التعرض للاعتداءات. هذه الأحداث تعكس القلق المتزايد بين المواطنين في ظل الظروف الراهنة.
أكد الدكتور عبد المنعم على عدم توافر الشروط الصحية الضرورية في آبار مياه الشرب، حيث يجب أن تكون آبار السايفون على بعد 160 متراً على الأقل من آبار المياه. وأشار إلى أن الآبار العميقة تستخدم مضخات تسحب 15 ألف جالون في الساعة، وأن زيادة الضغط على هذه الآبار تجعلها تستخرج المياه من الأطراف، مما يؤدي إلى اختلاطها بمياه آبار السايفون.
أشار إلى أن حالات الإسهال المائي بدأت في الظهور في مسيد أبو الطيب المرين وتزايدت بشكل ملحوظ، مما أدى إلى حدوث العديد من الوفيات. وأرجع السبب وراء زيادة عدد الوفيات والإصابات إلى عدم توفر الوسائل اللازمة لمكافحة المرض والعلاج، بالإضافة إلى عدم توافر أقراص الوقاية “ديكسوسايكلين” وعدم وجود المحاليل الوريدية. كما أكد على عدم الالتزام بنصائح الأطباء وانخفاض مستوى الوعي الصحي بين المواطنين.
أكد أن الخيار الوحيد المتاح للمواطنين كان مغادرة المنطقة، مشيراً إلى أنهم أوصوا بوقف استخدام مياه الآبار والاعتماد على مياه النيل، والالتزام بفترة الحجر الصحي. كما أشار إلى زيادة في معدلات الإصابة نتيجة مغادرة المرضى لمناطق العزل والتوجه إلى مسيد أبو شقرة، حيث توجه بعضهم إلى منازلهم واختلطوا بأشخاص غير مصابين. وأضاف أن الوفيات طالت أسرًا كاملة.
نسب المسؤولون الوفيات إلى نقص كبير في مستوى البوتاسيوم في أجسام المرضى وقلة السوائل مما أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية. وأشار إلى أن بعض المواطنين استجابوا لتوجيهات الأطباء وغادروا المدينة متجهين إلى “ام ضوا بان”، حيث تم توفير سبل الوقاية ونقل المرضى إلى المستشفيات.
أفاد تقرير لمؤتمر الجزيرة بأن عدد الوفيات في منطقة الهلالية ارتفع حتى يوم الأحد الماضي إلى 527، من بينهم 53 طفلاً و293 امرأة، وفقاً لمعلومات حصل عليها المؤتمر من داخل المدينة. وأشار التقرير إلى استمرار حصار الدعم السريع للمدينة للأسبوع الرابع.