أفاد ناشطون في منطقة جنوب الحزام بالعاصمة السودانية الخرطوم بتفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة نتيجة لانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لمدة تسعة أشهر متتالية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر لسبعة أشهر. هذه الظروف الصعبة تسببت في معاناة كبيرة للسكان المحليين، الذين يواجهون تحديات يومية في حياتهم.
منذ بداية النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي، تعرضت منطقة جنوب الحزام لقصف جوي ومدفعي متكرر، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. الوضع الإنساني في المنطقة يزداد سوءًا، حيث يعاني المواطنون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.
وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام، وهي كيان طوعي، استمرار انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لمدة تسعة أشهر، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لسبعة أشهر متواصلة. هذه الأزمات المتتالية تضع ضغطًا كبيرًا على السكان، الذين يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم في ظل الظروف الراهنة.
أفادت الغرفة في بيان صدر يوم الخميس، أن الحصول على مياه الشرب أصبح تحديًا كبيرًا، حيث يعتمد السكان بشكل كامل على الآبار الجوفية باستخدام طرق تقليدية مثل الجر بالدلو، بالإضافة إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة من صهاريج المياه التي تجرها الحمير.
كما أشارت الغرفة إلى تدهور ملحوظ في الخدمات الصحية، حيث يعاني المستشفى الوحيد في المنطقة، مستشفى بشائر، من ضغط كبير ونقص حاد في الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة وأدوية الأمراض المزمنة، مما يزيد من معاناة المرضى.
وأكدت الغرفة على تدهور الأوضاع الأمنية، حيث شهدت المنطقة زيادة في خطر الموت والإصابة خلال الشهرين الماضيين نتيجة تصاعد العمليات الحربية، مما أسفر عن وفاة أكثر من 200 شخص وإصابة حوالي 120 آخرين، بعضهم في حالات حرجة، في حين توجد جثث في المشرحة تنتظر تسليمها لذويها.
كانت قد أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام، يوم الأربعاء، عن توقف جميع مصادر الدعم المخصصة لها، مما أدى إلى إغلاق كافة التكايا في المنطقة، وهو ما يمثل مصدرًا أساسيًا للمعيشة بالنسبة للسكان المحليين.
وعبر المتحدث باسم الغرفة، محمد عبد الله كندشة، عن قلقه العميق حيال ما وصفه بالقتل الممنهج الذي يتعرض له المواطنون في المنطقة نتيجة القصف الجوي الذي تنفذه الطائرات المسيّرة، مما يزيد من معاناة السكان.
وفي تصريحات سابقة، أشار كندشة إلى أن منطقة جنوب الحزام شهدت خلال شهر أكتوبر الماضي مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم نساء وأطفال، نتيجة أربع غارات جوية استهدفت تجمعات سكانية في مناطق مختلفة.
