أصدر رئيس الإدارة المدنية لقوات الدعم السريع في ولاية جنوب دارفور، محمد أحمد حسن، توجيهات للأجهزة الأمنية والتنفيذية والإدارات الأهلية في المحليات، بضرورة الالتزام بموعد “الطلقة” الذي تم تحديده في الثلاثين من يناير من العام المقبل. هذا القرار يأتي في إطار تنظيم العلاقة بين الرعاة والمزارعين، حيث يهدف إلى تقليل النزاعات التي تنشأ نتيجة دخول المواشي إلى الأراضي الزراعية قبل انتهاء موسم الحصاد.
يُشير مصطلح “الطلقة” إلى انتهاء فترة حصاد المحاصيل الزراعية، مما يسمح للرعاة بإدخال مواشيهم للرعي في الأراضي التي تم حصادها. وقد عانى المزارعون في المنطقة من مشكلات متكررة بسبب استعجال الرعاة في إدخال مواشيهم إلى المزارع قبل أن يتم حصاد المحاصيل، مما يؤدي إلى حدوث احتكاكات وصراعات بين الطرفين.
تأتي هذه التوجيهات في وقت يتزامن مع عودة الرعاة من مناطق الشمال إلى المصيف في الحدود الجنوبية والغربية للولاية، حيث يلتقون بدولتي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى. ويُعتبر هذا القرار خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن بين مصالح الرعاة والمزارعين، مما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كانت قد احتفلت وزارة الزراعة والغابات في ولاية جنوب دارفور يوم الخميس بمناسبة عيد الحصاد السنوي لموسم 2024 في بلدة مرلا التابعة لمحلية بليل، التي تقع شرق مدينة نيالا. وقد شهد الاحتفال حضور عدد من المسؤولين والمزارعين، حيث تم تسليط الضوء على أهمية هذا الموسم الزراعي في تعزيز الأمن الغذائي بالولاية.
على الرغم من التوقعات بإنتاجية مرتفعة هذا العام، إلا أن المزارعين أعربوا عن مخاوفهم من تكرار اعتداءات أصحاب الماشية على المحاصيل قبل انتهاء عمليات الحصاد. هذه الشكاوى تعكس التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ تدابير فعالة لحماية المزارع.
في هذا السياق، دعا رئيس الإدارة المدنية بالولاية الإدارات الأهلية ولجان المراحيل إلى تكثيف الجهود الميدانية لضمان عدم حدوث احتكاكات بين المزارعين والرعاة، مع التأكيد على أهمية تسهيل حركة البادية. وقد أعرب محمد حسن عن تقديره لكل من ساهم في نجاح الموسم الزراعي، مشيراً إلى أن ولاية جنوب دارفور تمتلك أكثر من 24 مليون فدان من الأراضي الزراعية، إلا أن المساحة المستغلة سنوياً لا تتجاوز 10 فدادين.
