أعلنت القوات المسلحة السودانية، يوم السبت، من خلال حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي أنها استعادة السيطرة على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. جاء ذلك في الوقت الذي وصل فيه رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى الولاية. نشر جنود من القوات المسلحة مقطع “فيديو” على صفحتهم في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يظهر فيه بعض الضباط الكبار من داخل رئاسة الفرقة 17 مشاة في مدينة سنجة، حيث يؤكدون استعادة السيطرة على المدينة وتحريرها من قوات الدعم السريع.
وصل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى ولاية سنار، حيث قام بتهنئة الضباط والجنود واطلع على الأوضاع الميدانية. بدأ الجيش في استعادة بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في ولاية سنار، حيث أعلن الجمعة عن استعادة سيطرته على منطقة اللكندي في محلية السوكي، التي كان قد استعادها الجيش أيضًا في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي.
تشير الأنباء والتقارير الإعلامية إلى تحركات للجيش السوداني نحو منطقتي الدالي والمزموم وأبو حجار وبعض المناطق الأخرى بهدف استعادة السيطرة عليها، وفي المقابل، تراجعت قوات الدعم السريع نحو ولاية النيل الأزرق، ودخلت عدداً من القرى مهددةً حياة المدنيين، مما أدى إلى فرار أعداد كبيرة من السكان في موجات نزوح مكثفة نحو منطقة بوط على الحدود مع جمهورية جنوب السودان.
بدأت قوات الدعم السريع تفقد السيطرة على مساحات شاسعة في ولاية سنار منذ أن استعاد الجيش السوداني جبل موية في الخامس من أكتوبر بعد مواجهات عنيفة استمرت لعدة أيام. تمثل هذه المنطقة موقعًا استراتيجيًا يربط بين الولاية وعدد من الولايات في الوسط والجنوب والغرب. فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها في نهاية يونيو الماضي على سلسلة جبال موية، مما أتاح لها قطع طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور، وهذا ساهم في تعمقها داخل مدن ولاية سنار، وأبرزها مدينة سنجة، حاضرة الولاية.
العودة الطوعية
قال رئيس لجنة متابعة ترحيل النازحين من محليات ولاية القضارف إلى محليات ولاية سنار إن اللجنة بدأت عملها بتسجيل المواطنين من ولاية سنار الذين يرغبون في العودة الطوعية إلى المحليات الآمنة في الولاية. وفقًا للمنصة الرسمية للناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن العدد الإجمالي للنازحين بلغ (7442) مواطنًا يحتاجون إلى (212) حافلة لنقلهم إلى ولاية سنار. وصل عدد الراغبين في العودة إلى محلية سنار إلى (1778) شخصًا، ويحتاجون إلى (51) رتاون، حيث سيكون مكان المغادرة من ميدان الهلال. أما العائدون إلى محلية السوكي فقد تم حصر عددهم بـ (4423) شخصًا، وهم بحاجة إلى (126) رتاون. كما يحتاج مواطنو شرق سنار، البالغ عددهم (219) شخصًا، إلى (6) رتاون، وسيكون مكان الانطلاق للعائدين من شرق سنار والسوكي في منطقة المساحة شرق المستشفى التأهيلي بولاية القضارف. في حين أن عدد العائدين من الدندر بلغ (122) شخصًا، وهم في حاجة إلى (29) رتاون. وأشار إلى أن هناك تنسيقًا وجهودًا مبذولة بين ديوان الزكاة في سنار وولايتي كسلا والقضارف للتحضير لبدء العودة إلى ولاية سنار.
البرهان يصل سنار والدعم انسحب مسبقا
وصل إلى مدينة سنار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في زيارة تهدف إلى الاطلاع على سير العمليات العسكرية ومتابعة التطورات الأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى الإشادة بتحرير سنجة. أعلن الجيش السوداني يوم السبت أنه قد استعاد السيطرة على مدينة سنجة، التي تعد عاصمة ولاية سنار في جنوب شرق البلاد، من قوات الدعم السريع.
نشر الحساب الرسمي للقوات المسلحة السودانية على منصة “فيسبوك” مقطع فيديو يُظهر قوات الجيش وغيرها من القوات النظامية داخل مقر رئاسة الفرقة 17 مشاة في المدينة.
أكد مصدر عسكري لـ (التغيير) أن المدينة “تحررت بالكامل” من قبضة قوات الدعم السريع. في حين أشار مصدر آخر إلى أن هذه القوات انسحبت من المدنية، وأنه لم تحدث أي معارك باستثناء استهداف للطائرات المسيرة قرب جسر “ود العيس”.
تشهد ولاية سنار، مثل سائر ولايات السودان، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ بداية النزاع بين الجانبين في 15 أبريل 2023. تعتبر مدينة سنجة مركزًا استراتيجيًا ذا أهمية كبيرة، بسبب قربها من منطقة الجزيرة التي تُعد ركيزة اقتصادية حيوية للبلاد.
تعكس استعادة الجيش للمدينة استمرار الجهود العسكرية لتعزيز السيطرة على المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، في ظل تصاعد الصراع الذي أسفر عن نزوح ملايين السودانيين ودمار واسع في البنية التحتية. على الرغم من الجهود الإقليمية والدولية لفرض وقف لإطلاق النار، إلا أن المعارك بين الطرفين استمرت، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والسياسية في السودان.
يعني عايزين ي موقع التغيير تقولوا الدعم السريع انسحب دون معارك لو كان الامر كذلك لينسحب من باقي المدن لتنتهي الحرب ويتجه الجميع للبناء بدل القتال