أعلن السماني عبد الله عبد الكريم، رئيس اتحاد المزارعين في منطقة جميزا كميرا التابعة لبلدة كأس الواقعة على بعد 100 كلم شمال غرب نيالا عاصمة جنوب دارفور، عن وجود صعوبات كبيرة تعترض الموسم الزراعي الشتوي في المنطقة. قال السماني لـ “دارفور24″، إن من أهم التحديات التي يواجهها الموسم الزراعي تتمثل في قلة توافر البذور وارتفاع أسعارها، إضافة إلى انتهاء صلاحية بعضها في المتاجر، وتوقف دعم المنظمات الوطنية والدولية للمزارعين فيما يتعلق بالبذور والمدخلات الزراعية. أوضح أن المزارعين اشتروا كميات كبيرة من البذور، لا سيما بذور الجذر والبصل والطماطم، ليكتشفوا أنها منتهية الصلاحية بعدما تم تزوير تاريخ الصلاحية على المنتجات، مما ألحق بهم خسائر مالية كبيرة.
أظهر ارتفاع أسعار الوقود وقطع غيار طلمبات المياه والخراطيم تأثيره السلبي على الإنتاج، مما أدى إلى تقليص فرص العمل لعدد من المواطنين في المزارع والأسواق الذين يعتمدون على إنتاج المنطقة. وأضاف: “تعتبر المنطقة ثاني أكبر مساحة لزراعة الخضروات في جنوب دارفور، حيث تُزرع الفجل والجرجير والطماطم والعجور والبطاطس والبصل والفول المصري والفلفل والشطة الحمراء.
ومع ذلك، شهد هذا العام تقليصًا في المساحات المزروعة بسبب نقص التمويل وانتهاء صلاحية البذور وعدم إنباتها.” طالب السماني الجهات المعنية بضرورة مراقبة محلات بيع البذور ومنع استيرادها دون ضوابط، والاهتمام بالبذور المستوردة من هولندا والدول الأوروبية بسبب جودتها وتحسينها وارتفاع إنتاجيتها. من جهتها، أفادت المهندسة الزراعية ليلي إبراهيم الصادق لـ “دارفور24” بوجود فوضى في استيراد البذور بعد اندلاع الحرب في البلاد، نظراً لغياب الآليات الرقابية في المنافذ البرية وتلاعب بعض التجار بعبوات البذور. وأوضحت أن البذور الزراعية تخضع لمراقبة دقيقة من ناحية المواصفات والمعايير والأبحاث الزراعية وحماية المستهلك، بالإضافة إلى الفحص المخبري لعملية الإنبات ودرجة الصلاحية بنسبة دقة تفوق 99%. كما يتم منح صلاحية الاستيراد لجهات موثوقة لتجنب أي تلاعب.
وفسرت السبب وراء عدم إنبات البذور بأنها كانت منتهية الصلاحية لفترة طويلة وتم إدخالها إلى السوق بهدف التخلص من العبوات، من خلال طباعة تاريخ صلاحية جديد عليها، إذ أنه بعد فتح العبوة لا يمكن إرجاعها إلى التاجر. طالبت المنظمات الدولية المعنية بالزراعة بالتدخل لمساعدة المزارعين من خلال توفير البذور والأسمدة والوقود عبر قوافل إنسانية، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجة الإنسان للخضروات خلال مراحل حياته الغذائية.
طالبت سلطات الأمر الواقع في ولايات دارفور بمسائلة تجار البذور الزراعية في حال ثبوت التلاعب في العبوات، وذلك لحماية المزارعين البسطاء من الأضرار، ووقف إدخال البذور التالفة وغير المحسنة إلى البلاد. تقع منطقة جميزا كميرا ضمن نطاق أودية “وادي قرعة” و”وادي كايا” و”وادي قندي”، حيث تُعتبر هذه المناطق غنية بالمياه ولديها تربة خصبة مناسبة للزراعة في فصول الشتاء والصيف والخريف. تزيد مساحة زراعة الخضروات في منطقة جميزا عن 30 ألف فدان، حيث تُسوق نتائج إنتاجها إلى مناطق كأس ونيالا والفاشر والضعين، وقد كانت تُباع سابقًا عبر الطائرات إلى ولاية الخرطوم.