السودان الان السودان عاجل

بروز اهتمام دولي بأزمة السودان: تحليل للأحداث الأخيرة وتأثيرها على المنطقة

مصدر الخبر / راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

رحبت مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان” بالخطوات التي اتخذها مجلس السيادة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني، من خلال فتح ثلاثة مطارات في مدن كسلا وكادوقلي ودنقلا. كما أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، عن ترحيبه بهذه الخطوة، مشيراً إلى أن هذا القرار سيمكن الأمم المتحدة من زيادة الرحلات الجوية وتوسيع المراكز الإنسانية، مما يسهل إيصال المساعدات إلى عدد أكبر من السودانيين.

في سياق متصل، أكدت المجموعة التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات على أن حماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات إليهم تقع على عاتق طرفي النزاع، وهما القوات المسلحة والدعم السريع. وأشارت إلى أهمية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي الذي يتعين على الأطراف المتحاربة احترامه، لضمان سلامة المدنيين وتوفير المساعدات اللازمة لهم.

كما أشادت المجموعة في بيانها، الذي صدر عقب اجتماع رباعي ضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، بالاتفاقيات الأخيرة التي سمحت للسلطات بإجراء رحلات إنسانية جديدة إلى كادوقلي وكسلا ودنقلا. وأكدت على أهمية السماح لوكالات الأمم المتحدة والأفراد المأذون لهم بمرافقة القوافل والإشراف على توزيع المساعدات، بالإضافة إلى إنشاء مراكز إمداد في الأبيض وكادوقلي والدمازين.

التدابير البروقراطية

أكد الاجتماع الرباعي على أن توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية لا يزال يمثل أولوية حيوية لأعضاء التحالف. وأشار المجتمعون إلى أن حجم الأزمة الإنسانية يتطلب من أطراف النزاع اتخاذ خطوات عاجلة لفتح الطرق اللازمة لوصول المساعدات الإضافية عبر الحدود، بالإضافة إلى استخدام الخطوط الجوية وإنشاء مطارات جديدة لأغراض إنسانية. كما تم التأكيد على أهمية تبسيط الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بالطرق المفتوحة لضمان استخدامها بكفاءة وسرعة، مما يسهل حركة الإمدادات والموظفين ويعزز من فعالية المساعدات المقدمة.

وشدد المشاركون على أن لكل فرد في جميع الولايات، وكذلك للاجئين في الدول المجاورة، الحق في الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية والسلامة. هذه الحقوق الأساسية يجب أن تكون متاحة للجميع دون استثناء، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بتلبية احتياجات المتضررين من الأزمة.

كما جدد أعضاء المجموعة دعوتهم للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع لإنشاء عملية مبسطة للإخطار، مما سيمكن المنظمات الإنسانية من تقديم الإغاثة الطارئة بسرعة في جميع أنحاء السودان. وأشارت التقارير إلى أن فتح معبر أدري منذ أغسطس الماضي قد سمح بعبور 11370 طن من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى دارفور، ولاحظ الأعضاء زيادة في كميات المساعدات التي تم نقلها مؤخرًا إلى الداخل عبر بورتسودان.

أعربت المجموعة عن شكرها لتسليم المساعدات إلى معسكر زمزم، مشددة على أهمية توسيع نطاق الإغاثة للحد من تفشي المجاعة. كما دعا أعضاء المجموعة جميع الأطراف المتنازعة في السودان إلى تسهيل مرور قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى معسكر زمزم والمناطق الأخرى التي تعاني من نقص حاد في المساعدات.

في سياق متصل، أفادت وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي على منصة إكس بأن الاجتماع الرباعي ناقش تطورات الأزمة السودانية، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار. كما تم التأكيد على أهمية العمل نحو التهدئة وتعزيز الجهود الإنسانية، بالإضافة إلى تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في إعلان جدة لحماية المدنيين.

كما تم التأكيد خلال الاجتماع على دعم عملية سياسية شاملة بين السودانيين، تهدف إلى ضمان استقرار السودان والحفاظ على سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. هذه الجهود تأتي في وقت حرج، حيث يواجه السودان تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا فعالًا.

اول رحلة للدمازين

أعلنت منظمة إنقاذ الطفولة عن وصول أول شحنة من الأدوية والإمدادات الطبية إلى ولاية النيل الأزرق في 25 نوفمبر الماضي، وذلك في ظل أزمة إنسانية متزايدة. تعتبر هذه الرحلة هي الأولى من نوعها إلى المنطقة منذ بداية النزاع قبل 19 شهراً، مما يعكس الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية.

هبطت الطائرة المحملة بالإمدادات في مطار الدمازين بعد أن حصلت على موافقة الحكومة لاستخدام ثلاثة مطارات في السودان لتسهيل عملية تسليم المساعدات. هذه الخطوة تمثل بارقة أمل للعديد من الأسر التي تعاني من نقص حاد في الرعاية الصحية.

وأوضح المدير القطري للمنظمة في السودان، محمد عبد العريف، أن مستويات الإمدادات كانت منخفضة بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالأدوية والمواد الغذائية. وأعرب عن سعادته بأن الأسر والأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات الصحة والتغذية سيتمكنون الآن من الحصول على الأدوية المنقذة للحياة والإمدادات الغذائية الضرورية.

اعتبرت المنظمة أن عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية من بورتسودان إلى ولاية النيل الأزرق تمثل إنجازاً مهماً في توفير الدعم للأطفال الذين يحتاجون إليه بشدة. وأكدت على استمرار الجهود اللوجستية المكثفة، بما في ذلك شحنات الكوليرا وغيرها من الاحتياجات العاجلة، عبر مواقع متعددة.

وأشارت المنظمة إلى أن التنسيق الفعال مع اللجنة الإنسانية السودانية يسهم في تسريع هذه العمليات. هذا التعاون يعكس التزام جميع الأطراف بتلبية احتياجات المتضررين في الوقت المناسب.

وأكدت المنظمة أنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية طالما كانت تصاريح الوصول والأمن متاحة. كما جددت دعوتها لضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات، لضمان وصولها إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

تحذيرات اممية في الفاشر

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن القتال المستمر في السودان يعيق جهود تسليم المساعدات الإنسانية في مدينة الفاشر بشمال دارفور. وأكد المكتب في تقريره أن المدينة لا تزال محاصرة، مما يجعل الوصول إليها أمراً صعباً، رغم وجود عدد محدود من الشركاء الإنسانيين الذين يعملون بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات والخدمات الضرورية.

وأشار التقرير إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من تسليم أكثر من 17 طناً من الإمدادات الإنسانية لثلاثة شركاء في شمال دارفور خلال الشهر الماضي. كما تعمل منظمة اليونيسف على دعم نقل المياه وصيانة 120 مصدراً للمياه في الفاشر ومحيطها، بما في ذلك مخيم زمزم، بالإضافة إلى تنفيذ ستة مشاريع علاجية تهدف إلى تحسين تغذية المرضى في الفاشر ومعسكر أبو شوك.

كما نبه مكتب (أوتشا) إلى وصول حوالي 3000 طن متري من إمدادات اليونيسف التعليمية والصحية والتغذوية إلى الولاية منذ بداية العام. وأكد المكتب على أهمية صندوق السودان الإنساني في تعزيز جهود الإغاثة في الفاشر، حيث ساعد الشركاء في توفير المأوى والمواد غير الغذائية، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية ودعم الغذاء والتغذية وسبل العيش.

المساعدات الى كادوقلي

أعلن والي جنوب كردفان، محمد إبراهيم عبد الكريم، أن مطار كادوقلي، الذي تم افتتاحه في أواخر أكتوبر الماضي، قد استقبل نحو 15 رحلة جوية تحمل أكثر من 200 طن من مواد الإغاثة، بما في ذلك دقيق القمح والعيش الريفي والفاصوليا والملح. يأتي ذلك في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس مجلس السيادة ورئيس دولة جنوب السودان، الفريق سلفاكير ميارديت، والذي يهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية من مطار جوبا إلى مطار كادوقلي، لتوزيعها لاحقاً على المستفيدين في محلية كادوقلي الكبرى والمناطق التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.

في خطوة مهمة لتعزيز جهود الإغاثة، قام والي جنوب كردفان بتدشين برنامج توزيع المساعدات للنازحين في معسكر الميناء البري بكادوقلي يوم الأربعاء. وأشاد الوالي بالتعاون المثمر بين مفوضية العون الإنساني بالولاية والهلال الأحمر السوداني ومنظمة سمارتن الأمريكية، والذي أسهم في تسهيل عمليات توزيع المساعدات بشكل فعال.

تأتي هذه المبادرات في وقت حرج، حيث يعاني العديد من النازحين من نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية. ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه الجهود في تحسين الأوضاع الإنسانية في المنطقة وتلبية احتياجات السكان المتضررين.

انتقد القيادي في الكتلة الديمقراطية بولاية جنوب كردفان، مبارك أردول، عبر منشور له على منصة إكس، الطريقة المعتمدة لإيصال الإغاثة إلى جنوب كردفان، والتي تعتمد على الإسقاط الجوي. وأشار إلى أن هذه الآلية تحتاج إلى مراجعة شاملة من قبل الجهات المعنية.

وأوضح أردول أن هناك مشاكل فنية تتعلق بعملية الإسقاط الجوي، حيث إن الشحنات غالباً ما تتعرض للتشتت عند وصولها إلى الأرض. وأكد أن هذه الطريقة تؤدي إلى تفكك الجوالات الحاملة للذرة، مما يعيق فعالية المساعدات المقدمة.

كما أشار إلى أن القوافل البرية تعتبر أكثر كفاءة في إيصال المساعدات، مستشهداً بالطريق الذي سلكته قافلة منظمة اليونيسيف الشهر الماضي، والذي أثبت نجاحه في الوصول إلى المحتاجين بشكل أفضل.

الأزمة لازالت الأسوأ

على هامش قمة مجموعة السبع التي انعقدت في إيطاليا، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأزمة الإنسانية في السودان بأنها من بين الأسوأ على مستوى العالم. وأكد التزام الدول السبع وشركائها بتعزيز جهود إيصال المساعدات الإنسانية والعمل على إنهاء النزاع المستمر. وأشار بلينكن إلى أن هناك اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالأزمة السودانية، التي أدت إلى معاناة ملايين الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة والعنف.

وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة حققت تقدمًا مع شركائها في توسيع نطاق إيصال المساعدات الغذائية والطبية في حالات الطوارئ في مناطق مختلفة من السودان. وأبرز فتح معبر أدري الحدودي وإقامة رحلات جوية إنسانية كخطوات مهمة في هذا الاتجاه. هذه الجهود تأتي في وقت حرج حيث تتزايد الحاجة إلى المساعدات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن مجموعة السبع وشركاءها ملتزمون بتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، مع التركيز على إنهاء الصراع الذي يعاني منه الشعب. وأضاف أنه عقد اجتماعًا مثمرًا مع ممثلين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، حيث تم مناقشة الخطوات المستقبلية التي يجب اتخاذها لدعم السودان في هذه الأزمة.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا