اتهم نازحون في مخيم زمزم، الذي يقع على بعد 12 كيلومترًا غرب مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، يوم السبت، مفوضية العون الإنساني الولائية وبعض الشخصيات من الإدارة الأهلية بالتلاعب في توزيع الحصص الغذائية المقدمة من وكالات الإغاثة. هذه الاتهامات تأتي في وقت يعاني فيه النازحون من نقص حاد في المساعدات الإنسانية.
في 22 نوفمبر الجاري، وصلت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى مخيم زمزم قادمة من تشاد، محملة بمساعدات تكفي لـ 12,500 شخص، وهي أول قافلة تصل إلى المخيم منذ إعلان المجاعة فيه. ويترقب النازحون وصول قافلة أخرى من مدينة بورتسودان شرقي السودان، تحمل 330 طنًا من المساعدات، والتي من المتوقع أن تكفي لـ 27,400 فرد.
وفي حديثها لـ “دارفور24″، أكدت النازحة حليمة إبراهيم من منطقة تارني أن المساعدات الإنسانية تتواصل من قبل المنظمات العاملة في هذا المجال، لكنها لا تصل إلى مستحقيها. وأشارت إلى أن هناك تلاعبًا من بعض الشخصيات في الإدارة الأهلية بالتعاون مع مسؤولين في مفوضية العون الإنساني، مما يؤدي إلى حرمان النازحين من المساعدات الضرورية.
أفادت النازحة بأن بعض أفراد الإدارة الأهلية يقومون بتزوير قوائم وهمية لأشخاص لا وجود لهم في الواقع.
وأوضحت حليمة إبراهيم أنهم قاموا بإبلاغ العاملين في المجال الإنساني عن هذه الممارسات الفاسدة، حيث تم العثور على قوائم بأسماء غير حقيقية بحوزة أشخاص مقربين من بعض الإدارات الأهلية في المخيم، والذين يتلقون حصصاً غذائية غير مستحقة.
في هذا السياق، أكد أحد القيادات الأهلية في المخيم، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، وجود تلاعب واضح في هذه الكشوفات، مما يثير القلق حول توزيع المساعدات الإنسانية بشكل عادل.
أكد القيادي أن هناك جهوداً جارية لمعالجة الأزمة الحالية، من خلال إلزام المستفيدين بالحضور شخصياً لاستلام حصصهم الغذائية. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بشكل مباشر وفعال.
من جهته، أفاد أحد العاملين في المجلس النرويجي للاجئين، خلال حديثه مع “دارفور24″، بأنهم تلقوا شكاوى من النازحين تتعلق بوجود تلاعب في توزيع المساعدات. هذه التقارير تأتي في وقت حساس حيث يعاني النازحون من ظروف صعبة تتطلب تدخلاً عاجلاً.
في سياق متصل، أعلن برنامج الأمم المتحدة في الأول من أغسطس الماضي عن وجود مجاعة في مخيم زمزم، الذي يضم حوالي نصف مليون نازح. هذه الأوضاع تستدعي تكثيف الجهود الإنسانية لضمان توفير الغذاء والمساعدات الضرورية للمتضررين.