السودان الان السودان عاجل

جدل بين الغناء للقوات المسلحة كواجب وطني وللسلام كخيانة .. فنانون يعلقون

مصدر الخبر / موقع التغيير

يعتبر البعض أن الغناء للقوات المسلحة يعد واجبًا وطنيًا، حيث يثنون على الفنانين الذين يقدمون الدعم للجيش. بينما يرى آخرون أن الفن يجب أن يركز على تعزيز السلام وإنهاء النزاعات، رافضين الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع.

الفنانة منى مجدي تحدثت في مقابلة مع “التغيير” عن قرار يصف الفنان الذي يغني للسلام بالخائن، مشيرة إلى أن هذا الوصف مبالغ فيه. وأكدت أن الفنان الذي لا يدعم السلام يعتبر مقصرًا في رسالته.

منى كشفت عن مشروعها الحالي لإنتاج أغاني تهدف إلى إنهاء الحرب، رغم التحديات التي تواجهها. وأكدت أن الفنان الذي يغني لصالح الجيش يسهم في استمرار النزاع، ووصفت الحرب الحالية بأنها “عبثية”، مشددة على أن دعم أي طرف في النزاع يعد خيانة للوطن.

يعتبر عادل التجاني أن الغناء يعد جزءًا أساسيًا من وظيفة الفنان، تمامًا كما هو الحال مع الأطباء والمهندسين. وأوضح أن لا يوجد ما يمنع الفنان من تقديم أغاني للجيش، مشيرًا إلى أن الغناء الحماسي كان له دور كبير في تحفيز الجنود حتى في زمن الرسول الكريم. ومع ذلك، أشار إلى أن الغناء للجيش في الوقت الراهن يعتمد على مدى قناعة الفنان بالقوات المسلحة.

وأكد عادل أن الغناء الذي يركز على فترات سياسية معينة قد يضع الفنان في موقف صعب، مستشهدًا بأمثلة من أغاني حقبتي مايو والإنقاذ. هذه الفترات السياسية قد تؤثر سلبًا على مسيرة الفنان إذا ما ارتبطت أعماله بتوجهات معينة.

وشدد على أهمية أن يبقى الفنان محايدًا ويعمل على تقديم فن شامل للجميع، بعيدًا عن الانحيازات السياسية. فالفترات السياسية تتغير، وقد يجد الفنان نفسه في موقف غير مرغوب فيه إذا ما ارتبطت أعماله بتوجهات معينة.

انتقدت الدكتورة سلمى منصور، إحدى مؤسسي برنامج “فلنغني للسلام”، ما اعتبرته “فجورًا في الخصومة” في الساحة الفنية. وأشارت إلى أن هناك قرارات تمنع الفنانين من الغناء لصالح تنسيقية تقدم وللمدنيين، معتبرة أن هذا الأمر يجعل من الغناء للسلام جريمة في نظر البعض.

وأوضحت منصور أن هذا الاتجاه غير مقبول على الإطلاق، مشددة على أهمية احترام الآراء المتنوعة في المجتمع. وأكدت أن الحوار والتفاهم يجب أن يكونا الأساس في التعامل مع الاختلافات، بدلاً من فرض قيود على التعبير الفني.

في ختام حديثها، دعت منصور صناع القرار إلى إعادة النظر في مواقفهم، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تمزيق الوطن. وأكدت أن لا أحد عاقل يمكنه أن يدعم الحرب، وأن السلام هو الخيار الوحيد الذي يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه.

عن مصدر الخبر

موقع التغيير