قال المحلل السياسي عروة الصادق ” أن القوى السياسية التي اجتمعت في سويسرا أخيراً اجتهدت للخروج بمقترح يقدم رؤية شاملة لحل الأزمة السودانية من خلال تشخيص المشكلة ذات الجذور التاريخية المعقدة، باعتبار أن الحل العسكري لا يعد الحل الأمثل، في وقت يتطلع المجتمعون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع وتحقق العدالة والمساواة، ومن ثم قدم مجموعة من الآليات لحل هذه الأزمة تشمل الحوار الشامل وبناء الثقة وإصلاح المؤسسات، إلا أن التصور يتضمن نقاط ضعف متعددة على رغم الشمولية التي يتميز بها، فضلاً عن التحديات التي قد تعوق تنفيذه والتي من أهمها عدم توافر الموارد المالية اللازمة”.
وفي وقت سابق، توافقت عدد من القوى المدنية السودانية خلال اجتماع عقد أخيراً في جنيف على مبادئ (وثيقة) لحل أزمة البلاد المتمثلة في الحرب المندلعة لأكثر من 19 شهراً بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وتابع الصادق في تصريحات لجريدة اندبندنت عربية، “لكن في ظل الوضع الحالي يظل الوصول إلى توافق وطني هدفاً أساساً على رغم أن السودان يضم طيفاً واسعاً من القوى السياسية، مما يجعل تحقيق عملية التوافق السياسي أمراً صعباً، فضلاً عن الثقة المتآكلة بين المكونات المدنية التي تقف عقبة أمام تحقيق هذا الهدف، بيد أنه لا أحد ينكر أن المصالح المتضاربة تتعارض وتتضاد مع الأهداف المعلنة للمقترح، بخاصة في ما يخص قضية تفكيك نظام الـ30 من يونيو (حزيران) واسترداد الأموال المنهوبة ومحاربة الفساد، كما أن التغيرات الإقليمية الأخيرة بتوقف إطلاق النار في لبنان ودخول سوريا في خط القتال، إضافة إلى موقف تشاد الجديد تجاه فرنسا قد تؤثر في الوضع في السودان وتزيد من تعقيد أزمته”.
ويرى المحلل السياسي “مع ذلك نجد أن هناك إجماعاً بين القوى المدنية على ضرورة إنهاء الحرب واستعادة المسار الديمقراطي، وهذا يشكل أرضية مشتركة للتعاون، في حين لا يزال الشارع السوداني يتطلع إلى القوى المدنية كبديل عن الأطراف العسكرية المتصارعة، وهو ما يشكل حافزاً لتضافر الجهود، كما أن الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة على الأطراف السودانية لوقف الحرب والعودة إلى المسار السياسي قد تدفع القوى المدنية إلى توحيد صفوفها، بخاصة أنها استفادت من تجاربها السابقة، وباتت أكثر وعياً بالتحديات التي تواجهها”.
ولفت إلى أن هناك جهداً كبيراً تبذله تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” التي تجتمع قيادتها حالياً في العاصمة اليوغندية كمبالا، لتفعيل هياكلها وتطوير أدائها والتواصل مع قوى سياسية وكيانات مسلحة لتوسعة قاعدة المشاركة، تمهيداً لتشكيل جبهة عريضة تضم أكبر عدد ممكن من القوى المدنية، بما في ذلك الشباب والمرأة والأحزاب السياسية الفاعلة والعاملة على الأرض، فضلاً عن وضع رؤية مشتركة تتفق حولها القوى المدنية تحدد الأهداف الاستراتيجية والإجراءات اللازمة لتحقيقها، وقد قطعت الاجتماعات الجانبية شوطاً كبيراً في هذا الشأن.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا