ناقش مركز عمليات الطوارئ الاتحادي في السودان خلال اجتماعه الدوري الذي عُقد يوم الثلاثاء في مدينة كسلا، التقارير المتعلقة بالأوضاع الصحية في البلاد نتيجة انتشار الكوليرا وحمى الضنك. وأظهرت هذه التقارير تراجعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة، مع وجود اختلافات في حالات الإصابة بالملاريا، حيث تم تسليط الضوء على الجهود المبذولة من قبل الإدارات المختلفة في وزارة الصحة، بالإضافة إلى معلومات من وزارتي الصحة في الجزيرة وكسلا.
وفقاً لتقرير الوضع الوبائي للكوليرا، تم تسجيل انخفاض كبير في عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتأثرة، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة (43) حالة دون تسجيل أي وفيات. وبهذا، يرتفع إجمالي الإصابات في (81) محلية من (11) ولاية إلى (44,729) إصابة، مع تسجيل (1205) حالة وفاة. هذه الأرقام تعكس الجهود المستمرة لمكافحة هذا الوباء في البلاد.
فيما يتعلق بحمى الضنك، أشار التقرير إلى تراجع في معدل الإصابات، حيث تم تسجيل (35) حالة جديدة في ولايتي كسلا والخرطوم، دون أي حالات وفاة. وبذلك، يصل إجمالي عدد الإصابات إلى (8517) حالة، تشمل (15) حالة وفاة في (37) محلية من (9) ولايات. هذه التطورات تعكس تحسناً في الوضع الصحي العام، مما يبعث على الأمل في السيطرة على هذه الأمراض.
أوضح تقرير مؤشرات الملاريا أن هناك زيادة في حالات الإصابة في بعض الولايات مثل كسلا ونهر النيل والقضارف والبحر الأحمر، بينما شهدت ولايات أخرى انخفاضاً في الإصابات. أشار تقرير التدخلات لمكافحة الكوليرا إلى انخفاض عدد الحالات التي تدخل مراكز العزل، مبررًا ذلك بتراجع معدل الإصابات في الولايات المتأثرة بالمرض. كما لفت إلى استمرار الجهود على المستوى الاتحادي رغم وجود بعض التحديات، منها الحاجة لإنشاء مزيد من مراكز العزل للتعامل مع النزوح من شرق الجزيرة.
أفاد تقرير صحة البيئة ومراقبة الأغذية بأنه تم تنفيذ أنشطة متعددة تشمل توزيع الكلور في عدة ولايات ومعالجة مواقع تكاثر الذباب، وغيرها من الفعاليات. أوضح تقرير تعزيز الصحة تنفيذ مجموعة من الأنشطة، من بينها الزيارات المنزلية، والحوار المجتمعي، والرسائل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. ناقش تقرير الوضع الراهن أوضاع الوافدين من شرق الجزيرة في ولايات كسلا، القضارف، ونهر النيل، وأكد التقرير وجود (242,876) شخصاً موزعين على (67) معسكر إيواء في (15) محلية. وأشار إلى تقديم العديد من الخدمات لهم، بينما هناك حاجة ماسة للخيام، ومياه الشرب، والمراحيض، كما ذكر وجود (65) عيادة مع الحاجة إلى (31) عيادة إضافية.
أشار تقرير الإمداد إلى تحسن توفر المستهلكات والأدوية في موسم الخريف في عدة ولايات، مع تفاوت في توفر المحاليل في الولايات المتأثرة بالكوليرا، بالإضافة إلى وجود إمدادات من بعض المنظمات. أشار تقرير الحجر الصحي إلى أن عدد الذين وصلوا إلى البلاد عبر المعابر والمنافذ المختلفة بلغ (10,838) شخصاً، في حين غادر (9,116) شخصاً، كما ذكر أنه تم تسجيل (851) شخصاً زاروا عيادات الطوارئ. ترأس د. محمد عوض الجيد الاجتماع الذي تم فيه اتخاذ الإجراءات الطبية والصحية الضرورية وفق خطة دقيقة تغطي جميع الجوانب لمواجهة العودة الطوعية للوافدين إلى مناطقهم المحررة. أكد الاجتماع على مناقشة ومراجعة تنفيذ الخطط التي تم تنفيذها من خلال المنظمات الأممية والدولية، وفقًا للمؤشرات والاتفاقيات الفنية الموقعة معها، بالإضافة إلى استخلاص الدروس المستفادة وإدراجها في خطة عام 2025م.