أعلن ناصر عابدين حسن، وكيل وزارة الحكم الاتحادي، عن خطة لإنشاء مراكز جديدة لامتحانات الشهادة السودانية المقرر إجراؤها في 28 ديسمبر في ولايات الخرطوم وسنار والأبيض بشمال كردفان، بعد أن استولى الجيش على مناطق واسعة. وقال، خلال كلمته في ملتقى ولاية جنوب دارفور في بورتسودان الخميس، إن طلاب دارفور يمكنهم الجلوس في النهود والأبيض لأنها الأقرب إليهم.
واتهم قوات الدعم السريع بمحاولة منع الطلاب من مغادرة مناطقهم إلى مراكز الامتحانات، مما يؤدي إلى فقدانهم لسنوات دراسية بغرض إثارة الرأي العام. ووجهت تنسيقيات القبائل في دارفور دعوة للعمل على نقل الطلاب العالقين في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى المناطق الآمنة لكي يتمكنوا من أداء امتحانات الشهادة السودانية.
رفضت الإدارة المدنية في ولايتي غرب دارفور وغرب كردفان التابعة للدعم السريع إرسال تلاميذها إلى خارج الولايات. وأوضحت الإدارة المدنية في غرب دارفور أنها تقوم بالتنسيق مع باقي الإدارات المدنية في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم لتوحيد المواقف المتعلقة بالامتحانات.
لجنة بجنوب دارفور
من ناحيته، أعلن بشير مرسال، والي جنوب دارفور المكلف، عن تشكيل لجنة تضم أساتذة من جنوب دارفور للتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بشأن امتحانات الشهادة السودانية التي ستنطلق في الولايات الآمنة. وأشار إلى أن أي طالب يمكنه التقدم للاختبارات في أي من المدن الآمنة، وكذلك في أبشي التشادية.
كشف والي شمال كردفان، عبد الخالق عبد اللطيف، عن استعدادات الولاية لبدء امتحانات الشهادة السودانية المقرر إجراؤها في الثامن والعشرين من ديسمبر الحالي. وأكد نائب رئيس مجلس السيادة في ولاية شمال كردفان على أهمية توفير جميع الإمكانيات اللازمة وتسهيل كافة العقبات والتحديات الفنية والإدارية التي تعترض العملية التعليمية وبدء امتحانات الشهادة السودانية في الولاية.
من ناحيته، أفاد الدكتور أحمد خليفة عمر، الوزير المكلف بالتربية والتعليم، أن عدد المراكز الخارجية يصل إلى 46 مركزاً في 15 دولة. أوضح أن نسبة الطلاب الذين خاضوا امتحانات هذا العام تجاوزت 75.5%، مشيرًا إلى أن اللجنة العليا للامتحانات عقدت اجتماعاً لمناقشة الترتيبات الخاصة بامتحانات دفعة العام 2024 في مارس من العام 2025، بالإضافة إلى معالجة قضية الطلاب الذين لم يستطيعوا الجلوس لامتحانات هذا العام.
ذكر أحمد اخليفة أن لجنة الامتحانات قامت بتحديد مراكز للطوارئ، منها مركز في مدينة عطبرة وآخر في مدينة الدامر، للطلاب الذين لم يتمكنوا من التسجيل بسبب ظروف الحرب. وأشار إلى أن هذه المراكز جاهزة لاستقبال الطلاب المتأخرين حتى يوم 27 ديسمبر، وهو اليوم الذي يسبق يوم الامتحانات، وذلك لتمكينهم من التقدم للامتحان. كما نوه إلى أنه سيكون هناك مراكز مماثلة في الولايات الأخرى. حددت وزارة التربية والتعليم سبع ولايات لإجراء امتحانات الشهادة، وهي البحر الأحمر، والقضارف، وكسلا، والشمالية، ونهر النيل، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق.
سلاح للحرب
أعربت لجنة المعلمين السودانيين عن انتقادات شديدة لطريقة تنظيم امتحانات الشهادة، محذرة من أن التعليم قد يتحول إلى أداة تستخدم في النزاع القائم. قال المتحدث باسم لجنة المعلمين سامي الباقر لراديو دبنقا إن اللجنة تتابع بقلق كبير التحضيرات لبدء امتحانات الشهادة الثانوية للدفعتين 2023 و2024. أكد الباقر أن جميع طلاب دارفور الذين لم يغادروا ولاياتهم يتعرضون لمعاملة تمييزية سلبية نتيجة تواجدهم في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى طلاب ولاية الجزيرة ومعظم طلبة ولاية الخرطوم.
وأشار إلى أن هؤلاء الطلاب لن يستطيعوا أداء امتحانات الشهادة إلا من خلال الانتقال إلى ولايات تحت سيطرة الجيش، وهو ما ينطوي على مخاطر كبيرة، بالإضافة إلى مواجهة قانون (الوجوه الغربية) في بعض الولايات.
