شيّع سكان منطقة جنوب الحزام في ولاية الخرطوم، يوم الاثنين، جثامين 28 شخصاً لقوا حتفهم جراء قصف جوي استهدف محطة وقود أمونيا الواقعة شمال مستشفى بشائر. وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بأنها تعاونت مع أسر الضحايا ومجموعة من المواطنين في المنطقة لدفن الجثامين المتفحمة التي نتجت عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد، حيث تم دفنها في مقبرة جماعية.
الحادث المأساوي لم يقتصر على القتلى فقط، بل أسفر أيضاً عن إصابة 37 شخصاً، مما زاد من معاناة المجتمع المحلي. وقد أعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من تكرار مثل هذه الهجمات الجوية ، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.
تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الإنسانية والأمنية. وقد دعا ناشطون محليون إلى تحقيق شامل في الحادثة، مؤكدين على أهمية محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال التي تضر بالمدنيين وتزيد من معاناتهم.
إدانة واسعة
أدانت مجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة ولجان المقاومة والكيانات المدنية الهجمات الجوية التي استهدفت مناطق جنوب الحزام وكبكابية ونيالا وغيرها من المناطق. وقد جاء هذا الإدانة في ظل تصاعد العنف الذي يطال المدنيين في تلك المناطق.
في بيان رسمي، أعربت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي استهدف المدنيين في كبكابية ونيالا يوم الاثنين الماضي. وأكدت التنسيقية أن هذه الهجمات تمثل اعتداءً واضحًا على حقوق الإنسان وتعرض حياة الأبرياء للخطر.
كما أدانت التنسيقية الهجمات التي استهدفت الكومة وطابت الشيخ عبد المحمود، بالإضافة إلى مسجد الشيخ أحمد في شمبات وسوق (6) بجوار مستشفى بشائر في جنوب الخرطوم، مما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين. واعتبرت هذه الأفعال انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أصدر حزب الأمة القومي بيانًا يدين فيه الهجمات الجوية التي ينفذها طيران الجيش، بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي تقوم به قوات الدعم السريع. وطالب الحزب قيادات الطرفين بالالتزام بتعهداتهم المتعلقة بحماية المدنيين، مشددًا على ضرورة احترام حقوق الإنسان في ظل الأوضاع الراهنة.
في سياق متصل، دعت حركة العدل والمساواة، التي يقودها سليمان صندل، المجتمع الدولي إلى فرض حظر على الطيران في منطقة دارفور، معتبرة أن هذه الخطوة ضرورية لحماية المدنيين من الهجمات المتكررة. وأكدت الحركة أن الوضع في المنطقة يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، أدانت مجموعة محامي الطوارئ القصف الذي تعرضت له مناطق كبكابية ونيالا وسوق 6 في مايو بجنوب الحزام، بالإضافة إلى الانفجارات التي وقعت نتيجة مسيرات مجهولة في شمال كردفان. وأشارت المجموعة إلى أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يمنع استهداف المدنيين والتجمعات السلمية.