السودان الان السودان عاجل

شمال دارفور : كتم تشهد تدهورا أمنيا خطيرا وترديا صحيا ومعيشيا متزايدا ..نازحات يرون ما جرى لهن

مصدر الخبر / راديو دبنقا

تعرضت لتفتيش مهين، حيث قام أحد المسلحين بإدخال يده تحت ملابسي ليمس جسدي بحجة البحث عن أموال، حتى أن طفلي الرضيع الذي لم يتجاوز عمه السنة كان متواجداً.

تقول زينب، النازحة من معسكر فتابرنو في محلية كتم، إنها تعرضت للنهب على يد مليشيات مسلحة. تقول زينب، وهو اسم مستعار حيث اخترنا عدم الكشف عن اسمها الحقيقي لأسباب أمنية، في حديثها لراديو دبنقا: “لقد قاموا بنهب المبلغ القليل الذي كان معي أثناء ذهابي إلى كتم للتسوق في السوق الأسبوعي يوم الخميس. لقد حصلت على تلك الأموال من بيع كمية من الدخن الذي زرعته في مزرعتي. لم يتركوا لي شيئاً أشتري به شيئاً لطفلي.”

أفاد مواطنون ونازحون من محلية كتم في ولاية شمال دارفور بزيادة حوادث النهب والسلب، وتدمير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تدهور الوضع الصحي والمعيشي. تقع مدينة كتم على بُعد حوالي 160 كيلومتراً شمال غرب مدينة الفاشر، التي تعد عاصمة ولاية شمال دارفور، ويبلغ عدد سكانها حوالي 33 ألف نسمة. تعتبر كتم ثاني أكبر مدينة في ولاية شمال دارفور وهي مركز “محلية كتم”، حيث يتجاوز عدد سكان هذه المحلية 200 ألف نسمة.

تتحكم قوات الدعم السريع في محلية كتم والعديد من المحليات في شمال دارفور بالإضافة إلى أربع ولايات أخرى.ازداد الوضع صعوبة بالنسبة للمدنيين خلال الأشهر الأخيرة بسبب تصاعد القصف الجوي والعمليات العسكرية في شمال المدينة.قال عدد من المواطنين في كتم لراديو دبنقا إن المدينة تعاني من تكرار عمليات قطع الطرق التي تنفذها ميليشيات مسلحة.وأكدوا أن المسلحين يستخدمون الدراجات النارية ويقومون بأعمال نهب متكررة ضد المواطنين الذين يتوجهون أو يعودون من السوق، لاسيما في يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.

أفاد المواطنون الذين تحدثوا لراديو دبنقا بأن عمليات النهب لا تزال مستمرة يومياً في مختلف أحياء المدينة.تستهدف أعمال النهب ممتلكات المواطنين بما في ذلك الهواتف المحمولة والأموال النقدية، كما تشمل السلع مثل الخبز والسكر والزيت بالإضافة إلى الجازولين. يعتمد الفلاحون بشكل أساسي على البنزين في سقي المحاصيل وأشجار الفواكه. كشف عدد من ضحايا عمليات النهب لراديو دبنقا أن بعض المواطنين تعرضوا للضرب وإطلاق النار إذا رفضوا الامتثال لأوامر المسلحين أو قاوموا عملية النهب. وأشاروا إلى أن المسلحين يقومون بتفتيش المواطنين بطريقة مهينة بحسب وصفهم، حيث يقومون بإخراج جميع الأمتعة من حقائبهم ورميها على الأرض. وأشاروا إلى تعرض النساء لانتهاكات خلال عمليات التفتيش، حيث يقوم المسلحون بلمس أجسادهن تحت ذريعة التفتيش، بالإضافة إلى إجبارهن على وضع الأطفال الرضع على الأرض وتفتيشهم بحجة إخفاء أموال نقدية في ملابسهم.من ناحية أخرى، أفاد مزارعون في كتم لراديو دبنقا أن الرعاة المدججين بالسلاح دمروا مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المزروعة بأنواع مختلفة من المحاصيل والفواكه.

إتلاف المزارع

قال أحد المزارعين لراديو دبنقا وفضل عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة، إن الأراضي المزروعة تمتد من فتابرنو مروراً بالمزارع داخل المدينة شرقاً وصولاً إلى منطقة “ابسكين”، وقد تعرضت للتلف. وقد أوضح أن إطلاق الإبل في المزارع أدى إلى تدمير مساحات شاسعة، مما تسبب في خسائر كبيرة في المحاصيل مثل الطماطم والبامية والبصل وغيرها، كما طالت الأضرار أشجار الفاكهة بمختلف أنواعها. توقع المزارع حدوث نقص كبير في السوق ومناطق الاستهلاك الأخرى فيما يخص الخضروات، حيث تُعتبر كتم المحلية الأولى في شمال دارفور من حيث إنتاج الخضار.تُعد الزراعة على جانبي وادي كتم من أهم الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى الرعي والتجارة. أشار المزارع إلى إنشاء عدد من اللجان المحلية، وأن المواطنين قد قدموا بلاغات تتعلق بأعمال النهب وتدمير المزارع إلى قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة، ولكن لم تكن هناك استجابة لتلك الشكاوى. لم يتمكن راديو دبنقا من الحصول على رد فوري من قيادة الدعم السريع بشأن الأحداث الجارية في كتم.

أوضاع معيشية متردية

وصف المواطنون الوضع الإنساني والمعيشي بأنه سيء للغاية، على الرغم من أن عددًا من المزارعين قد تمكنوا من حصاد 90% من محصول الدخن، مما تسبب في انخفاض سعره من أربعة آلاف جنيه إلى 2500 جنيه. أشار المواطنون الذين تحدثوا إلى راديو دبنقا إلى الزيادة الكبيرة في أسعار السلع الأساسية في ظل عدم وجود مصادر للدخل، حيث وصل سعر جوال السكر إلى 180 ألف جنيه، وجركانة الزيت إلى 75 ألف جنيه. كما بلغ سعر كيلو العدس والفول المصري 8 آلاف جنيه، وكيلو الأرز 6500 جنيه، ورطل البلح 2500 جنيه، في حين سجّل سعر 5 قطع من الخبز 1000 جنيه، وقطعة صابون الغسيل 900 جنيه.

انتشار واسع للملاريا

أفادت مصادر طبية لراديو دبنقا بانتشار مرض الملاريا بشكل كبير في منطقة كتم، حيث تعاني المستشفى والمراكز الصحية من اكتظاظ كبير.وأفادت المصادر بوجود الأدوية في الصيدليات التجارية، حيث تتراوح أسعار أدوية الملاريا ما بين 60 ألف و80 ألف جنيه. اشتكى النازحون من عدم توزيع المساعدات الإنسانية، خصوصاً للنازحين في معسكري كساب وفتابرنو، حيث يعانون من ظروف قاسية خلال فصل الشتاء في ظل البرد الشديد وتفشي الالتهابات بشكل واسع.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا