لاهاي: التغيير: أمل محمد الحسن
حذرت القاضية جوانا كورنر، رئيسة محاكمة علي كوشيب، محامي الدفاع من أن الكلمة التي طلب علي عبد الرحمن الإدلاء بها أمام المحكمة قد تُستغل ضدّه. طلب كوشيب فرصة للتحدث في نهاية المرافعات الختامية لقضيته، بينما أكدت القاضية أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها هذه المسألة.
واصلت المحكمة صباح الجمعة استماعها إلى دفاع القضية، الذي أصر على أن علي عبد الرحمن ليس هو علي كوشيب، مشيرًا إلى شهادة أحد الشهود الذي أكد أن لقبه هو “أبو ناصر”.
وأضاف الدفاع: “نرفض هذا الاسم المستعار علي كوشيب الذي يستخدمه مكتب الادعاء فقط”. امتلأت قاعة المحكمة يوم الجمعة بعدد من السودانيين من دول المهجر والإعلاميين، بالإضافة إلى عدد كبير من طلاب كليات القانون، في حين تغيب النائب العام الفاتح طيفور. ظهر كوشيب في قاعة المحكمة وهو يرتدي جاكيت بدلة رسمية باللون الأخضر، وقميص أزرق فاتح وربطة عنق حمراء. بدا عليه التوتر، حيث كان يمسك بالقلم ويكتب ببطء شديد.
ولأول مرة منذ بدء المرافعات الختامية، لوحظ أنه يتنقل بنظره في القاعة، ثم رفع رأسه لينظر إلى الحضور في قاعة الجمهور التي تقع فوق مستوى قاعة المحكمة قليلاً. قال مكتب الدفاع إنه لا ينكر أن المدنيين تعرضوا لهجمات مروعة عانى منها الأبرياء، مشيرًا إلى أن الرجال تعرضوا لمعاملة قاسية وتم إعدامهم، لكنهم يعترضون على تحميل عبد الرحمن المسؤولية الكاملة.
طالب الدفاع ببراءة موكله من كافة التهم الموجهة له، مشيراً إلى أن الأدلة لا تكفي وأن هناك العديد من الشهود الذين ليسوا موثوقين. أوضح أحد محامي الدفاع أن العبارة “اكسح امسح قشو قش أكلو حي” لا يمكن اعتبارها توجيهًا للاغتصاب، مشيرًا إلى أن جرائم العنف الجنسي كانت موجودة في إطار محاربة التمرد، ولا يوجد دليل على أن هذه الجرائم تمت بناءً على أوامر من كوشيب.
انتقد الدفاع عدم استدعاء الادعاء لأي شخص من “الجنجويد” ليؤكد أنه سمع أو رأى كوشيب وهو يقود القوات ويصدر الأوامر. استمرت جلسات المحكمة في يومها الأخير حتى بعد ظهر يوم الجمعة، ومن المتوقع أن يتم إصدار الحكم خلال عشرة أشهر من انتهاء المرافعات النهائية.