لقى أكثر من تسعة مدنيين حتفه وأُصيب آخرون في غارة جوية شنتها طائرات الجيش السوداني يوم الأحد على حي الكريبة في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان.
تكررت في الآونة الأخيرة حالات سقوط ضحايا مدنيين نتيجة قصف الطيران العسكري على المناطق السكنية والأهداف المدنية في مواقع تشهد اشتباكات بينه وبين قوات الدعم السريع، وذلك في سياق الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023م.
أكدت مصادر متطابقة لموقع (التغيير) أن العدد المحتمل للقتلى قد يتجاوز تسعة مدنيين، وربما يصل إلى 15 شخصاً، بخلاف الإصابات الخطيرة. نتيجة للغارة، تضررت العديد من المنازل، كما تحطمت المظلات المغطاة بالزنك التي تطايرت في الهواء وأصابت بعض المواطنين، مما أدى إلى حالة من الذعر والخوف بين المدنيين في المنطقة. في تسجيل صوتي حصلت عليه (التغيير)، أفادت مواطنة تعرضت للإصابة في الغارة أن القصف استهدف منزلها بالإضافة إلى منازل أخرى.
وقالت: تعرض شقيقي لإصابة في رأسه، بينما أصبت أنا في يدي. تدمر منزلي ومنزل شقيقي، بالإضافة إلى متجر الغاز والمظلات. كما أن الأسرة التي كانت تقطن منزل م. ع قد فقدت جميع أفرادها في القصف، ولا نعلم عددهم. وأشارت المواطنة في التسجيل الصوتي إلى أنه توفي أيضاً بائع الخبز الذي كان يجلس في الشارع، ولاقى إسكافي حتفه أيضاً وسائق (درداقة).
كما أن أحد الأشخاص، ويدعى م، قد تعرض لكسر في ساقه أو ربما بترها، لا أعلم بالتأكيد، فقد رأيت فقط دماء. وشقيقي تعرض لضرب في رأسه ولا أعلم عنه شيئاً الآن. تم نقل المصابين إلى حي عووضة شرق مدني لتلقي العلاج نتيجة الإصابات الخطيرة التي أصابت أيديهم وأرجلهم ورقبتهم بسبب الشظايا، بالإضافة إلى المعاناة من الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
نفّذت الغارة في الساعة التاسعة والنصف صباح يوم الأحد بحي الكريبة، وتفيد متابعات (التغيير) أن القصف استهدف في الأساس منزلاً كانت تقيم فيه إحدى وحدات قوات الدعم السريع، ولكن الغارة أصابت أيضاً منازل أخرى تابعة لمدنيين.
أنهت المصابة حديثها بقولها: نحمد الله على سلامة أرواحنا، أرجو إرسال هذا التسجيل لكل من يعرفنا، نشكر الله على قضاءه، إذا سمعتم معلومات مغايرة في وسائل الإعلام، أتمنى ألا تصدقوها. نسأل الله أن يحفظنا ويحمي بيوتنا من السرقة، فقد أصبحت مكشوفة بعد انهيار الجدران والغرف نتيجة القصف.