استمرت العمليات العسكرية على جبهات القتال المختلفة في السودان خلال الساعات الثمان والأربعين الماضية، حيث نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق متفرقة مستهدفًا تجمعات قوات الدعم السريع. في المقابل، استخدمت قوات الدعم السريع الطائرات المسيرة لمهاجمة مواقع القوات المسلحة السودانية. وواصل الجانبان تبادل القصف باستخدام المدفعية الثقيلة، بينما تركزت المعارك البرية في مناطق الفاشر والأعوج بولاية النيل الأبيض، وأم جراري في شمال كردفان وشمال الخرطوم بحري ومنطقة المقرن.
هجمات لقوات الدعم السريع في النيل الأبيض
نفذت قوات الدعم السريع هجومًا بواسطة أربع طائرات مسيرة في ولاية النيل الأبيض صباح يوم الثلاثاء 17 ديسمبر، مستهدفةً قاعدة كنانة الجوية ومنطقة الطلحة. ورغم عدم إعلان قوات الدعم السريع عن نتائج هذا الهجوم، أكدت القوات المسلحة أن الدفاعات الجوية التابعة للفرقة الثامنة عشر مشاة في ولاية النيل الأبيض تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين كانت تستهدفان قاعدة كنانة الجوية ومنطقة الطلحة في محلية الدويم.
في السياق نفسه، شهدت منطقة الأعوج بشمال ولاية النيل الأبيض مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وقد أكدت القوات المسلحة أنها استطاعت التصدي لهجوم كبير شنته قوات الدعم السريع على منطقة الأعوج، بينما أوضح إعلام قوات الدعم السريع أن قواتهم حققت انتصارات ملحوظة خلال هذا الهجوم.
هجوم بالطائرات المسيرة في ودعشانا واشتباكات في أم جراري
في نفس السياق، شنت قوات الدعم السريع هجومًا باستخدام 17 طائرة مسيرة ضد مواقع الجيش في منطقة ود عشانا صباح يوم 17 ديسمبر 2024، مما أسفر، وفقًا لمصادر محلية، عن مقتل أحد جنود الجيش. وكان متحرك الصياد من القوات المسلحة قد انطلق من منطقة تندلتي نحو مدينة أمروابة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الأول من ديسمبر الحالي، لكن المتحرك واجه قوات الدعم السريع في منطقة ود عشانا ولم يتمكن من التقدم غربًا بعد وصول تعزيزات كبيرة لقوات الدعم السريع، حيث أقاموا مواقع في منطقتي ود عشانا والغبشة. في ولاية شمال كردفان، وقعت مواجهات مسلحة عنيفة في منطقة أم جراري، شمال شرق أمروابة، يوم الأحد 15 ديسمبر 2024، أسفرت عن مقتل 14 شخصاً وإصابة 15 آخرين. بينما زعمت قوات الدعم السريع أنها هاجمت مجموعة من المستنفرين والمتعاونين مع القوات المسلحة، أشار شهود عيان إلى أن الهجوم استهدف المدنيين، وأنه لم يُلاحظ وجود القوات المسلحة في تلك المنطقة.
طيران الجيش يغير على ود مدني
قتل أكثر من تسعة مدنيين وأُصيب آخرون جراء غارة جوية نفذها الطيران العسكري السوداني يوم الأحد، 15 ديسمبر 2024، على حي الكريبة في مدينة ود مدني، وهي عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان. تمت الغارة في الساعة التاسعة والنصف صباح يوم الأحد في حي الكريبة، حيث كان القصف يستهدف بشكل أساسي منزلاً تقيم فيه إحدى وحدات قوات الدعم السريع، إلا أن الغارة ألقت بظلالها أيضاً على منازل أخرى يملكها مدنيون.
كمين في جبل الكباشي
ذكر إعلام الجيش السوداني أن قوات العمل الخاصة بقاعدة حطاب العملياتية، مع مجموعة من قوات احتياطي البطانة، تمكنت في 16 ديسمبر 2024 من تنفيذ كمين محكم ضد قوات الدعم السريع بالقرب من جبال الكباشي، مما أسفر عن خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات. وأشار في منشور على فيسبوك إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 17 من قوات الدعم السريع، واعتقال 4 أفراد، بالإضافة إلى الاستيلاء على ثلاث عربات قتالية وعدد من المركبات المسروقة من المواطنين.
استئناف القصف المدفعي في أمدرمان
منذ الساعات الأولى من صباح يوم 17 ديسمبر 2024، قامت قوات الدعم السريع باستخدام المدفعية الثقيلة لقصف محليتي أمدرمان وكرري في ولاية الخرطوم. ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات حتى وقت كتابة هذا التقرير، ولكن مثل هذه الهجمات تكررت في الأيام الماضية وأسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، بما في ذلك 22 شخصاً قتلوا جراء استهداف حافلة نقل كانت تقلهم من محطة مواصلات الثورة الحارة 17 يوم الاثنين 10 ديسمبر.
استمرار المعارك في الفاشر
في سياق العمليات العسكرية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت القوات المسلحة والقوات المشتركة عن تدمير 13 مركبة قتالية ومقتل العشرات من المليشيات في شمال شرق المدينة نتيجة قصف مدفعي مدعوم بغارات جوية في يوم الأحد 15 ديسمبر 2024. وأشارت القوات المسلحة إلى تصديها لمحاولة تسلل جديدة إلى الفاشر عبر المحور الجنوبي الشرقي، موضحة أن المناوشات استمرت حوالي ساعة وربع الساعة، مما اضطر القوات المهاجمة إلى التراجع بعيداً عن أطراف المدينة.