أعربت كليمنتاين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، عن إدانتها الشديدة للقصف والغارات الجوية التي استهدفت المناطق المدنية في دارفور والخرطوم خلال الأسبوع الماضي. تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه حدة النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ منتصف أبريل 2023، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأعمال العدائية تتوسع بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل حوادث في مناطق حضرية مثل الفاشر والكومة وكبكابية وكتم في شمال دارفور، بالإضافة إلى نيالا في الجنوب. وأشار إلى أن هذه الأعمال أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، فضلاً عن تدمير المنازل والأسواق والمرافق الصحية.
وفي حادثة مأساوية، استهدف طيران الجيش السوداني مدرسة نيالا الثانوية بنين، التي كانت تستخدم كمأوى لأكثر من 100 أسرة نازحة، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى. كما نفذت قوات الدعم السريع قصفاً مدفعياً وجوياً على الأحياء في الفاشر ومعسكر زمزم، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 70 مدنياً، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
حذرت نكويتا سلامي في بيانها من أن وجود المسلحين في المناطق السكنية والمخيمات التي تأوي النازحين من الرجال والنساء والأطفال يشكل تهديداً مباشراً على حياة السكان. وأشارت إلى أن هذا الوضع يعوق جهود إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية التي يحتاجها المتضررون بشدة.
وفي هذا الإطار، أكد دوجاريك على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، من قبل جميع الأطراف المعنية. وأوضح أن هذه الحماية تعد ضرورية لضمان سلامة السكان وتسهيل تقديم المساعدات.
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن اليوم اجتماعاً لمناقشة الوضع في السودان، حيث سيستمع إلى إحاطة من توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذي قام بزيارة البلاد مؤخراً في أول رحلة رسمية له بعد توليه منصبه.
