السودان الان السودان عاجل

كادوقلي تشهد انفراجاً نسبياً بعد توزيع المساعدات مع زيادة الاسعار

مصدر الخبر / راديو دبنقا

أفاد ناشطون في مجال العمل الطوعي بمدينة كادوقلي لراديو دبنقا أن توزيع قسائم المساعدات من قبل المجلس النرويجي للاجئين، بالإضافة إلى الإغاثة التي تم تقديمها من جنوب السودان عبر الجسر الجوي، ساهم في تحسين الوضع المعيشي بشكل ملحوظ في المنطقة. هذه الخطوات جاءت في وقت كانت فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية ملحة، مما أدى إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية على السكان.

وكشف ويليم كارتر، مدير المجلس النرويجي للاجئين في السودان، عن الانتهاء من توزيع قسائم المساعدات لـ 20 ألف شخص في ولاية جنوب كردفان. وأوضح في تغريدة له على منصة إكس أن المستفيدين من هذه القسائم يقومون باستبدالها بالمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم من مجموعة متنوعة من المتاجر، مما يعكس فعالية هذا البرنامج في تلبية احتياجات المجتمع.

في سياق متصل، أشار متطوعون من كادوقلي إلى أن توزيع قسائم المساعدات من المجلس النرويجي، إلى جانب المواد الغذائية المقدمة من منظمات أخرى، ساهم في تحقيق استقرار نسبي في الوضع الغذائي. حيث أصبح بإمكان معظم المواطنين تناول وجبتين في اليوم، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في مستوى المعيشة ويعزز الأمل في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

تشهد ولاية جنوب كردفان ومنذ بداية الصراع في أبريل 2023 تفاقمًا في الأزمة الإنسانية نتيجة حصار عدد من المناطق وقطع طرق الإمداد، خصوصًا طريق الأبيض-الدلنج وطريق الدلنج-كادوقلي. قال متطوع من غرفة طوارئ كادوقلي لراديو دبنقا، مفضلًا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن المجلس النرويجي للاجئين قدم قسائم مساعدات تصل قيمتها إلى 800 ألف جنيه سوداني لكل أسرة. ومع ذلك، انتقد المشروع لفرضه شرط صرف القسائم في متاجر محددة في سوق المدينة وتحديد نوعية معينة من السلع. أشار إلى أن هذا القرار أسفر عن زيادة الأسعار في كادوقلي، مما أدى إلى نفاد معظم المواد الغذائية. وطالب المنظمة باستكشاف خيارات بديلة مثل توزيع مبالغ نقدية مباشرة أو توفير سلع من مناطق أخرى بأسعار أقل وتوزيعها على المواطنين. لكن ماتيلدا فو، المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين في السودان، أبلغت راديو دبنقا بأنهم قاموا بتوزيع قسائم المساعدات نتيجة للأزمة الحادة في السيولة النقدية التي تعاني منها ولاية جنوب كردفان.

وأفادت أنهم قاموا بتوزيع قسائم للطعام وقسائم نقدية، لدعم أكثر من 4300 أسرة نازحة تم اختيارها بناءً على تدهور ظروفها المعيشية.   وقالت إن المستفيدين قاموا بتبديل قسائمهم في 16 متجرًا تم التحقق منها في مختلف أنحاء المدينة، وذلك لضمان توفر المواد الغذائية. وفيما يتعلق بأسعار السلع، ذكرت ماتيلدا أن المجلس يقوم بمراقبة الأسعار بانتظام، حيث أشارت إلى أن أسعار المواد الغذائية في كادقلي انخفضت بشكل كبير، حيث تجاوز الانخفاض 150٪ لمعظم المواد الغذائية الأساسية منذ بدء البرنامج في سبتمبر، مع وجود استثناءات طفيفة مثل الشاي والبصل، والتي عادت لتشهد ارتفاعاً طفيفاً مرة أخرى. وعزت فو تقلبات أسعار السلع إلى الحرب، وانقطاع سلاسل التوريد، وتقلبات أسعار الصرف، ودورة الحصاد، بالإضافة إلى أزمة السيولة المستمرة.

وتشير ماتيلدا إلى أن “مشروعنا صغير جدًا، وبالنهاية، ليس له تأثير ملحوظ على تقلبات الأسعار”. وتشير ماتيلدا إلى أن الأسر التي حصلت على الدعم قد تأثرت بشكل كبير، حيث إن هذا الدعم يحميها من ضغوط الحياة اليومية، ويمكّنها من الحصول على الغذاء وشراء المستلزمات الأساسية. وأضافت: “قبل بدء المشروع، تواصلنا مع السلطات المحلية لضمان توافق البرنامج مع احتياجات المجتمع. نحن نعتبر الملاحظات مهمة ونجري متابعة بعد التوزيع لتقييم أية مخاوف وتعديل المشروع إذا تطلب الأمر”. وأضافت: “نحن ملتزمون بتوفير المساعدة التي تنقذ الحياة بأكثر الطرق أمانًا وفعالية وقابلية للتوسع”.

أفادت أن فرق المنظمة تواصلت عملها في كادوقلي منذ أبريل 2023، وذكرت أنهم قاموا بتوزيع مساعدات نقدية قبل اندلاع الحرب.   أشارت إلى أن ردود الفعل من المشاركين في البرنامج كانت إيجابية جداً. وأضافت: “أخبرتنا إحدى الأمهات كيف ساعدتها القسائم في شراء الطعام والدواء لطفلها الذي يعاني من سوء التغذية الحاد، وقد تحسنت حالته الصحية وقوته منذ ذلك الحين.” قالت الأم: “هذا البرنامج أنقذ حياة ابنتي وساعد العديد من الأسر مثل أسرتنا.” ومع ذلك، تعبر المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين في السودان عن قلقها الكبير بشأن وضع الأمن الغذائي في كادوقلي وكردفان بشكل عام، وأضافت “إن الاستجابة الإنسانية لا توازي الاحتياجات بشكل كاف، ونحن نوجه نداءً للجهات المانحة والوكالات الكبرى لتقديم الدعم العاجل للناس في كردفان.”

خلال شهري نوفمبر وبداية ديسمبر الحالي، تم نقل حوالي ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في ولاية جنوب كردفان عبر جسر جوي يتضمن 78 رحلة طيران، وذلك بناءً على اتفاق بين حكومتي السودان وجنوب السودان ومنظمة سمرتن بيرس، بموافقة الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو.في ديسمبر الحالي، وقعت حكومتا السودان وجنوب السودان في فندق كروان بمدينة جوبا اتفاقية تمديد فترة إيصال المساعدات الإنسانية من جنوب السودان إلى جنوب كردفان، والتي ستبدأ من شهر ديسمبر الحالي وتنتهي في الثاني من فبراير 2025، مع إمكانية التجديد.يؤكد متطوع في غرفة طوارئ كادوقلي أن توزيع المساعدات الغذائية المباشرة التي تم إرسالها عبر الجسر الجوي ساعد بشكل إيجابي في تحسين الظروف المعيشية.

لكنه أضاف أن معظم هذه المواد تم توزيعها بين النازحين واللاجئين، بينما حصل 15 في المئة فقط من المجتمع المحلي عليها. وأشار إلى أن توزيع الإغاثة بشكل جزئي للسكان المحليين تسبب في حدوث مشاكل بين المواطنين.يصل عدد النازحين في كادوقلي إلى 3967 أسرة، ويبلغ إجمالي عدد الأفراد حوالي 21,110 شخصًا. كما أن العدد الإجمالي لسكان المدينة يعادل نحو 189,593 أسرة، ويتكون من 1,137,559 شخصًا. وانتبه المتطوع أيضًا إلى أن المساعدات لم تأخذ بعين الاعتبار الثقافة الغذائية للسكان المحليين الذين يعتمدون على الذرة، في حين أن المساعدات تتضمن دقيق القمح والذرة الشامية.

وهذا أدى إلى بيع عدد كبير من المواطنين للمساعدات الغذائية التي حصلوا عليها من أجل شراء احتياجاتهم من الذرة. وأشار إلى أن كادوقلي تعاني من نقص في الأدوية والمحاليل الطبية، مطالباً بتضمين هذه الأصناف ضمن المساعدات. ولم يتمكن راديو دبنقا من الحصول على رد فوري من مفوضية العون الإنساني أو منظمة “سمرتن بيرس”.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا