أفادت سفارات كندا وألمانيا وبريطانيا في السودان أن إجراء امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق معينة من السودان يوم 28 ديسمبر قد يؤدي إلى تفاقم الفجوات التعليمية وزيادة عدم المساواة بين الأطفال في البلاد. في هذا السياق، أفادت وزارة التربية والتعليم اليوم أن عدد الطلاب والطالبات الذين يتقدمون لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة نتيجة الحرب بلغ (343644) طالب وطالبة، وذلك في (2300) مركز داخل وخارج السودان، بنسبة وصلت إلى 83%.
وأفادت الوزارة في تصريحاتها لوكالة السودان للأنباء بأن “الطلاب سيجلسون لأداء الامتحان، بشكل غير معتاد، في الداخل والخارج عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر”. عبّرت سفارات كندا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك السبت، والذي اطلع عليه راديو دبنقا، عن قلقها بشأن المخاطر المرتبطة بنقل الأطفال إلى امتحانات الشهادة السودانية.
أوضح البيان أن هذا القرار قد ينجم عنه تنقل غير آمن للطلاب عبر مناطق النزاع، مما قد يعرض سلامتهم للخطر بشكل كبير. تُجرى امتحانات الشهادة في الولايات والمناطق التي تحت سيطرة الجيش، حيث تُعقد بصورة كاملة في أربع ولايات وهي كسلا، القضارف، البحر الأحمر، والشمالية. بينما تُجرى بصورة جزئية في ولايات نهر النيل، النيل الأبيض، سنار، الجزيرة، الخرطوم، وولايات كردفان.
أما ولايات دارفور فلا تحتوي على أي مركز للامتحانات. دعت السفارات الثلاث جميع الأطراف المعنية في النزاع بشكل عاجل إلى تسهيل وتمكين المرور الآمن للطلاب للمشاركة في الامتحانات المقررة يوم 28 ديسمبر 2024. وأشارت إلى أن الطلاب يقومون بالفعل بالتنقل للوصول إلى الامتحانات في المناطق التي تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية. أوضح وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد خليفة أن عدد الطلاب القادمين من الولايات بلغ 120721 طالبًا في 49 مركزًا حول السودان. أعلنت عدة إدارات مدنية تابعة للدعم السريع في ولايات دارفور عن رفضها نقل الطلاب إلى خارج ولاياتهم لتقديم الامتحانات. أفادت وزارة التربية والتعليم أن عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحانات في الخارج بلغ 46553 طالباً، منهم 27000 طالب في مصر.
كما أن عدد المراكز الامتحانية بلغ 2300، حيث يوجد 59 مركزاً داخل وخارج السودان، منها 25 مركزاً في مصر. أعلنت تشاد أنها ترفض إجراء امتحانات الشهادة السودانية على أراضيها، في حين أفادت هيئة محامي دارفور ووالي غرب دارفور المتواجد في بورتسودان بأنهم على تواصل مع السلطات التشادية لمحاولة إقناعها بتغيير قرارها. أشار وزير التربية والتعليم في حديثه مع وكالة السودان للأنباء إلى وجود جهود قائمة لحل أزمة الطلاب السودانيين في تشاد، وأكد أنهم مستعدون لتقديم الامتحانات والمراقبين عندما تنجح المساعي الحكومية والشعبية في معالجة هذه المشكلة.
شيّعت السفارات الثلاث الأطراف المعنية إلى تطوير استراتيجية شاملة لامتحانات المستقبل بشكل شفاف. وأكدت على أهمية إعطاء الأولوية القصوى لسلامة الأطفال، خاصة في ظل المخاطر المتزايدة التي تواجه الفتيات والشباب في كل أنحاء السودان. صرح الدكتور أحمد خليفة عمر، وزير التربية والتعليم، بأن الوزارة قد أنهت تسليم أرقام الجلوس لجميع الولايات باستثناء ولاية الخرطوم. أشار إلى أن ولاية الخرطوم من المتوقع أن تتلقى أرقام الجلوس ، بسبب ارتفاع أعداد الطلاب بعد أن سيطر الجيش على مناطق في بحري وأم درمان. وأشار الوزير إلى وجود أرقام احتياطية لكافة الولايات بهدف تمكين جميع الطلاب المهتمين من التقدم للامتحان.
