أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزرق من قبضة القوة المشتركة. وأشارت إلى أن هذه العملية جاءت بعد مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة، حيث اتهمت القوة المشتركة بارتكاب انتهاكات جسيمة، بما في ذلك قتل عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى حرق وتدمير مصادر المياه والأسواق والمنازل والمرافق الصحية والمدارس.
في سياق متصل، نشر مؤيدو قوات الدعم السريع مقاطع فيديو توثق الاشتباكات العنيفة التي دارت في منطقة الزرق، حيث تظهر هذه المقاطع أضرارًا جسيمة لحقت بسوق المنطقة نتيجة الهجمات التي نفذتها القوة المشتركة. وتأتي هذه الأحداث في وقت حساس، حيث تتصاعد حدة النزاع في المنطقة، مما يزيد من معاناة المدنيين.
تقع منطقة الزرق في موقع استراتيجي قرب مثلث الحدود بين السودان وتشاد وليبيا، مما يجعلها نقطة محورية للإمدادات العسكرية في ولاية شمال دارفور. تشهد عاصمة الولاية، الفاشر، قتالًا عنيفًا منذ 10 مايو 2023، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
زادت وتيرة الغارات الجوية التي ينفذها سلاح الجو السوداني على قاعدة الزرق العسكرية، التي تتبع قوات الدعم السريع، بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. حيث يقوم الطيران الحربي بشن هجمات شبه يومية، إلا أن المعلومات حول الخسائر الناتجة عن هذه الغارات لا تزال غير متوفرة بشكل دقيق.
قبل اندلاع النزاع في الخامس عشر من أبريل 2023، قام قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بزيارة المنطقة في عام 2022، حيث استعرض الأسلحة والقوات المتواجدة هناك. كما قام بإنشاء عدد من المرافق، مما اعتبره المراقبون دليلاً على الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لهذه المنطقة بالنسبة له.
تقع منطقة الزرق، المعروفة أيضاً بوادي الزرق، في دار زغاوة بولاية شمال دارفور، على بعد حوالي 87 كيلومتراً من عاصمة الولاية الفاشر. وتعتبر المنطقة موطناً لقبيلة الزغاوة، وقد شهدت تمركز بعض الحركات المسلحة منذ عام 2003، نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يربطها بوادي هور والوخائم الليبية.