السودان الان السودان عاجل

احداث الزرق هل تصبح نقطة البداية لحرب قبلية في السودان ؟

مصدر الخبر / راديو دبنقا

منذ انطلاق هذه الحرب في 15 أبريل 2023، تضرع قطاع كبير من الشعب السوداني المحب للسلام بأن لا تتحول الصراع من قتال بين جماعتين مسلحتين إلى حرب أهلية. ومع استمرار النزاع وتزايد حدة الانقسام بين المؤيدين والمعارضين له، بدأت تظهر بعض ملامح الاصطفاف الجهوي بين الشمال والشرق والغرب. ولكن للمرة الأولى تقريبًا ترتفع أصوات النزاعات القبلية بشكل واضح بعد معركة الزرق في الحادي والعشرين من ديسمبر قبل يومين.

هناك تدفق من الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تحشيدًا وتعبئة من قبل الناشطين من الجانبين. أنصار الدعم السريع يهددون باستهداف الحواضن الأهلية المشتركة في أم برو ومزبد وكرنوي والطينة.معسكر المشتركة يعبّر عن الفرح والاحتفال بالهجوم، ويتحدث عن وجود قاعدة عسكرية في الزرق تستهدف القوات المشتركة، ولذلك تم استهدافها.تظهر الفيديوهات التي تم تصويرها بواسطة أفراد من الدعم السريع بعد المعركة آثار موقع يشبه سوقاً بسيطاً في منطقة صحراوية تميزت بالرمال، حيث كانت آثار الحريق واضحة بعد أن التهمت النيران مكونات البناء البسيط حتى لم يتبقَّ منه شيء. كما ذكروا أن المكان يسمى “دامرة” ويحتوي على حوالي سبع قرى صغيرة تسكنها مجموعات سكانية متنوعة تشمل تشكيلات من قبائل الرزيقات والسلامات وقبائل أخرى.بالنظر إلى مفهوم الحواضن الأهلية، فإن استهدافها ليس بالأمر الجديد في هذه الحرب.

هناك أدلة على استهداف الجيش عبر الطيران لمناطق مزدحمة بالمدنيين، دون وجود أي نشاط عسكري أو تواجد لقوات الدعم السريع في بادية كردفان وبعض المناطق في دارفور. وقد أسفر ذلك عن وقوع عدد كبير من القتلى بين المدنيين وموت العديد من المواشي، كما تكتظ العديد من المواقع على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات التي توثق مثل هذه الأحداث.بعد وقوع حادثة الزرق، قام البعض بالمقارنة بين ما حدث في الزرق وما جرى في ود النورة وعدد من قرى الجزيرة التي سقط فيها أيضًا العديد من المدنيين. وبناءً على ذلك، وُجهت الاتهامات إلى الدعم السريع باستهداف الحواضن الاجتماعية التي تؤيد القوات المسلحة.

ومن المحتمل أن بعض المصطلحات تُبالغ في استخدامها خلال هذه الحرب، مثل مصطلح “حواضن اجتماعية”، في محاولة لوصف وضع اجتماعي وسكاني تتنوع فيه المكونات من حيث خلفياتها الإثنية وتوجهاتها ومواقفها تجاه الحرب، مثل منطقة الجزيرة التي تتسم بتنوعها بشكل طبيعي.ينطبق نفس الشيء على استهداف سلاح الجو العسكري لمنطقة نيالا في جنوب دارفور، حيث يتحدث البعض عن أنه لو كانت نيالا تقع في شندي لما تجرأ الجيش على قصفها. في الوقت نفسه، لا يمكن القول إن نيالا والمناطق المحيطة بها تعتبر حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع. ومع ذلك، فإن خطاب الحرب يشوش الكثير من الأمور فقط من أجل تأييد وجهة نظر معينة.بالعودة إلى ما حدث في الزرق، تشير المعلومات المتاحة إلى وقوع حالة من الفزع من مناطق غرب كردفان ومن دارفور تجاه الزرق، وليس بغرض تقديم العون والإغاثة، بل لبدء حملة مضادة ضد مناطق تم تحديدها كحواضن للقوات المشتركة مثل مزبد وكرنوي وأم برو والطينة.ستأخذ القوات المشتركة في اعتبارها هذا الاحتمال، وسيتجهز القوات للحشد والاستعداد للتصدي لأي هجوم.

وإذا حدث مثل هذا الهجوم، فإن الحرب ستتحول فعليًا إلى صراع بين مكونات دارفور نفسها، مما سيؤدي إلى تشتيت الانتباه عن المواجهة الرئيسية مع الجيش والفلول، كما ذكر في خطابه.في إطار التصعيد، وفيما يتعلق بالزرق، نشر عزت الماهري، المستشار السابق لحميدتي، تغريدة على منصة إكس جاء فيها نص:يتحمل أركو مناوي وجبريل إبراهيم المسؤولية عن إغراق منطقة شمال دارفور في العنف الذي طال المواطنين في البوادي والقرى والأماكن المختلفة، في المناطق الواقعة شمال مدينة كتم، وآخرها الجرائم الانتقامية التي ارتكبت في منطقة الزرق.استغلال العناصر الاجتماعية في النزاعات السياسية هو أمر قد قد يقوم به البعض، مما جعل المجتمعات تدفع ثمنًا باهظًا من خلال القتل والتهجير منذ عام ٢٠٠٣.

نوجه دعوة للناظر محمدين الدود مهدي وإدارات الرزيقات في شمال دارفور، وكذلك الإدارات التاريخية للزغاوة، لتحمل مسؤولياتهم وإنهاء العلاقة بين المكونات الاجتماعية والفصائل المسلحة.أصدرت القوات المشتركة بيانًا عبر صفحتها على فيسبوك جاء فيه: “نهنئ الشعب السوداني الشجاع على الانتصار التاريخي العظيم الذي حققته قواتكم البطلة من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة السودانية والمستعدين من المقاومة الشعبية في محور الصحراء، بتحقيق النصر الكبير بتحرير المنطقة العسكرية في (زرق) ومطارها الحربي، الذي كانت تموّله المرتزقة الإقليميون والدوليون.

تُعتبر منطقة زرق العسكرية أكبر منطقة استراتيجية للمليشيات الإرهابية والمقر الرئيسي لعائلة آل دقو الإرهابية، وقد تم السيطرة عليها بعد البطولات التي سطرها جنودكم في عملية عسكرية تاريخية في 21 ديسمبر 2024”.ما يبعث على بعض “الطمأنينة” هنا هو لغة البيانات التي تتحدث عن منطقة عسكرية ومطار حربي، واستهداف المنطقة بناءً على ذلك. ولكن الحقيقة والواقع على الأرض يختلفان عن الروايات الرسمية للأطراف المتصارعة. وإذا لم يتم احتواء الهجوم المضاد على المناطق المشتركة من قِبل الدعم السريع، فإن الوضع قد يتطور إلى مواجهات قد تفتح فصلًا جديدًا من هذه الحرب التي يراها الجميع عبثية.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا