الدقير يحذر من تفاقم معاناة الشعب السوداني نتيجة الحرب المستمرة

حذر الدقير من تفاقم معاناة الشعب السوداني نتيجة الحرب المستمرة، ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لإصلاح خزان جبل أولياء الذي تم تدميره جراء الفيضانات في ولاية النيل الأبيض. صرح رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر يوسف الدقير، بأن آلاف المواطنين في مناطق متفرقة من ولاية النيل الأبيض تعرضوا لفيضانات بعد تعطل خزان جبل أولياء، مما أسفر عن تدمير العديد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة، مع استمرار الوضع في تهديد السكان بمزيد من المعاناة.

وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني، وسف الدقير، معاناة السودانيين في ظل الحرب المستمرة بأنها “مأساوية”. وأشار في تغريدة على منصة إكس يوم الاثنين إلى أن “الشعب السوداني يعاني بشدة”. وأكد أن الحرب لم تترك للناس سوى الألم والمآسي، حيث يعيش المواطنون وسط الرصاص والنزوح والجوع وغياب الخدمات الأساسية. وتابع قائلاً: “من نجا من الرصاص لم يسلم من مآسي التشريد والجوع”.

وأضاف: بناءً على ما أفاد به مهندسون مختصون في السدود، ذكر الدقير أن “خزان جبل أولياء تعرض لإهمال كبير في الصيانة منذ زمن النظام السابق، واستمر هذا الإهمال خلال الفترة الانتقالية”. أشار إلى أن القصف الجوي والاشتباكات المسلحة أدت إلى تدمير جزء من الخزان. كما ذكر أن فرق التشغيل والصيانة للخزان غادرت الموقع بعد تفاقم المعارك في المنطقة، والتي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع عليها.

ودعا الدقير الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مطالبًا بضرورة استنفار فريق فني متخصص لمعالجة الوضع. كما أكد على أهمية السماح للقوات المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها بتمرير الفريق الفني إلى موقع الخزان. وأشار إلى أهمية التنسيق مع قوات الدعم السريع لضمان وصول الفريق إلى الخزان تحت إشراف الصليب الأحمر، وذلك لضمان سلامة العملية.

وجه الدقير نداءً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري وتقديم الدعم الفني والإغاثي. كما دعا السودانيين في داخل البلاد وخارجها إلى التكاتف وإطلاق مبادرات شعبية لمساعدة المتضررين من الفيضانات والكوارث. تتابع الكوارث وحذر الدقير من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى تفاقم الكوارث، مشيرًا إلى أن الوضع يمثل تهديدًا وجوديًا للسودان. ودعا إلى توحيد الجهود بين القوى الوطنية، مؤكدًا أن الحل الوحيد يتلخص في “رؤية موحدة وإرادة متفق عليها لإنهاء الحرب، وإعادة بناء السودان بناءً على أسس السلام المستدام والتحول الديمقراطي”.

أدى فيضان النيل الأبيض إلىغمر المناطق في الجزيرة أبا، مما تسبب في حدوث كارثة إنسانية كبيرة. تم تدمير العديد من المنازل، مما أجبر السكان على مغادرة منازلهم والبحث عن أماكن أكثر أمانًا. تشمل المناطق المتأثرة العديد من الأحياء مثل زغاوة والإنقاذ والمزاد، حيث غمرت هذه المناطق بالكامل بالماء. حذر خبراء سودانيون في مجالات الري وهندسة الخزانات من المخاطر الناتجة عن ارتفاع مستويات المياه في خزان جبل أولياء، لافتين إلى وجود تحديات هيكلية وإدارية قد تُسفر عن كارثة مائية إذا لم تُتّخذ خطوات عاجلة.

أكد الخبراء في تصريحات لـ (التغيير) على أهمية إعادة إدارة الخزان إلى وزارة الري، بالإضافة إلى ضرورة صيانة السدود الواقية، وفتح أبواب السد لتخفيف الضغط الناتج عن التدفق غير المسبوق للمياه من الجنوب. يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 زيادة ملحوظة في أعمال العنف، حيث بدأ القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا النزاع الذي انطلق من الخرطوم توسع ليشمل العديد من الولايات السودانية مثل دارفور وكردفان والجزيرة، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير الملايين سواء داخل البلاد أو خارجها، في أسوأ أزمة إنسانية تمر بها البلاد.