أفاد شهود عيان بوقوع نزوح جماعي لمئات الأسر من منطقة الجزيرة أبا في ولاية النيل الأبيض، نتيجة غمر مياه فيضان النيل الأبيض لمنازلهم بشكل كامل. وقد أدى هذا الوضع إلى حالة من الفوضى والقلق بين السكان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بحثًا عن مأوى آمن.
يُعزى سبب فيضان النيل الأبيض إلى تأخر فتح بوابات خزان جبل أولياء، حيث لم يتم فتحها في المواعيد المعتادة مع بداية فصل الشتاء، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه خلف بحيرة السد بشكل غير مسبوق. هذا التأخير أدى إلى تفاقم الوضع، حيث لم يكن لدى السكان الوقت الكافي للاستعداد لمواجهة الفيضانات.
وذكر الشاهد الصادق سلمان في حديثه مع “دارفور24” أن المياه غمرت العديد من المنازل في أحياء مختلفة مثل مهادي وحمر وبني هلبة والإنقاذ الغربي ودار حامد والمزاد والطيارات وحلة نصر ودار السلام وأركويت وطيبة وقبة وأرض الشفا. وأشار إلى أن العديد من المواطنين لم يتمكنوا من إنقاذ ممتلكاتهم، مما زاد من معاناتهم في ظل هذه الكارثة الطبيعية.
أفاد الشاهد بأن الفيضانات الأخيرة أدت إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمحاصيل، مما يثير القلق بشأن الأمن الغذائي في المنطقة. هذه الكارثة الطبيعية لم تؤثر فقط على الإنتاج الزراعي، بل تهدد أيضًا سبل العيش للعديد من الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. مع تزايد المخاوف من نقص الغذاء، يتعين على السلطات المحلية اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار هذه الكارثة.
وأوضح الشاهد أن الفيضانات أسفرت عن تدهور الأوضاع البيئية، مما أدى إلى ظهور حالات إصابة بمرض الكوليرا. ورغم الجهود التي بذلتها وزارة الصحة للحد من انتشار المرض، إلا أن استمرار تدفق المياه قد يزيد من المخاطر الصحية ويعقد جهود السيطرة على الوضع. إن الحاجة إلى تعزيز التدابير الصحية والوقائية أصبحت ملحة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها المنطقة.
وأشار الشاهد إلى أن الكارثة الإنسانية الناتجة عن الفيضانات تتطلب استجابة فورية من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية. يجب توفير الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز إيواء بديلة للعائلات المتضررة. في هذا السياق، يعمل الناشطون والسكان على إنشاء حواجز ترابية لحماية الأحياء السكنية التي لم تتأثر بعد، في ظل مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع البيئي والصحي.
