اجتاحت مياه فيضان النيل الأبيض مناطق جديدة، في حين دعت اللجنة الشعبية لمكافحة آثار الفيضان في الجزيرة أبا المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المنطقة التي غمرتها المياه نتيجة إغلاق البوابات ونقص الفنيين.
قال المهندس جادين علي، وزير الطاقة السابق وعضو اللجنة، لـ “دارفور24”: “من الضروري بشكل عاجل تمكين الفنيين من الوصول إلى خزان جبل أولياء بعد الاتفاق مع الجيش والدعم السريع لضبط البوابات بما يسمح بتصريف المياه. وأشار إلى أننا نفضل وجود وسيط دولي”. أفاد جادين بأن الفيضانات وصلت إلى حدود جنوب السودان، مطالبًا بإجراء صيانة كاملة للجسور الترابية التي جرفها الماء. يُعد خزان جبل أولياء، الذي يقع في جنوب الخرطوم، من المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع. غمرت مياه الفيضانات مساحات كبيرة في الجنوب بالقرب من الخزان، وقد تأثرت منطقة الجزيرة أبا بشكل خاص، حيث ذكرت بعض المصادر أن منسوب المياه في بعض المناطق تجاوز المتر.
كما تعرضت العديد من المنازل والمرافق العامة للانهيار، مما اضطر السكان إلى النزوح إلى مناطق مرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، انتشرت حالات الإسهال المائي في عدة أحياء، حسب ما أفاد به المتطوعون. ذكرت قوات الدعم السريع في بيان لها أن الخزان تعرض لـ 70 ضربة جوية من طائرات الجيش، مما تسبب في أضرار كبيرة. وأكدت القوات أن الجيش هو المسؤول عن الأحداث المرتبطة بفيضانات النيل في مناطق جنوب الخزان. كما أشارت إلى وفاة 9 من المهندسين والفنيين نتيجة لهذه الضربات. وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع أحضرت في الفترة الأخيرة خبراء وفنيين لمعالجة بعض القضايا، مما ساهم في تسهيل تدفق المياه، لكن المشكلة عادت بشكل أكبر. وأكدت القوات أنها تعمل بجد لحل هذه المشكلة، وألقت باللوم على الجيش فيما يتعلق بأي هجمات محتملة بشكل مسبق.
في نفس السياق، أفاد شاهد عيان من مدينة كوستي، يدعى مهند مرشد، لـ “دارفور24” أن فيضان النيل الأبيض قد اجتاح معظم المدن والقرى في الولاية الواقعة جنوب خزان جبل أولياء وصولاً إلى منطقة جودة. أفاد مهند مرشد بأن الفيضانات قد اجتاحت مناطق القطينة والكوة والشوال وكوستى والدبيبات والمرابيع وود اللبيح وقرى شيكان والجزيرة أبا. وأوضح أن أكثر المناطق تضررًا هي طيبة شرق كوستي، حيث غمرتها مياه الفيضانات بالكامل، مما أدى إلى تضرر مساحات زراعية واسعة، وخاصة الجروف المزروعة بالخضروات. كما اجتاحت الفيضانات الأحياء القريبة من النيل في كوستي، مشيرًا إلى أن الفيضانات وصلت حتى سوق الملجة وسوق السمك.
وأكد شاهد عيان آخر من الجزيرة أبا، وهو الصادق سلمان، أن الفيضان قد غمر معظم أحياء الجزيرة، باستثناء الأجزاء الشرقية التي أصبحت ملاذاً للكثير من السكان الذين تضررت منازلهم. كما أسفر الفيضان عن تدمير الأراضي الزراعية والمحاصيل. وأشار إلى أن السكان اضطروا لاستخدام القوارب في الأحياء لإنقاذ ممتلكاتهم. وأكد سلمان تدهور الأوضاع الإنسانية والبيئية مع استمرار إغلاق المحلات التجارية وارتفاع أسعار تذاكر النقل بشكل غير مسبوق. أفادت غرفة طوارئ الكوة أن استمرار إغلاق بوابات خزان جبل أولياء يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعرض مدن وقرى النيل الأبيض الواقعة جنوب الخزان لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وطالبت بضرورة الضغط على الطرفين لفتح بوابات الخزان، بالإضافة إلى مناشدة المنظمات الإنسانية بالتدخل لإجلاء السكان المعرضين للخطر وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين.