أفادت مصادر ميدانية في السودان بانتشار ملحوظ لقوات الدعم السريع في شمال ولاية النيل الأبيض، حيث قامت هذه القوات بإنشاء أكثر من 23 نقطة أمنية تمتد من منطقة الشيخ الصديق في محلية القطينة وصولاً إلى قرى اللحامدة وودجبورة في محلية أم رمتة. وتظهر الاستعدادات الجارية للسيطرة على منطقة شبشة في مدينة الدويم، مما يعكس التوسع المستمر لهذه القوات في المنطقة.
تسيطر قوات الدعم السريع بشكل كامل على محليتي القطينة وأم رمتة، وقد شهدت الأشهر الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد ونطاق الارتكازات الأمنية التي أقامتها. هذا التوسع يعكس استراتيجية هذه القوات في تعزيز وجودها العسكري في المناطق الحيوية، مما يثير القلق بين السكان المحليين حول الأوضاع الأمنية في المنطقة.
في سياق متصل، أعلنت قوات الدعم السريع عن استعادة السيطرة على قاعدة لوجستية رئيسية في شمال دارفور يوم الأحد الماضي، وذلك بعد يوم واحد من استيلاء قوات متحالفة مع الجيش السوداني عليها. هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات العسكرية في البلاد، وتسلط الضوء على الصراع المستمر بين مختلف الفصائل المسلحة في السودان.
كان قد أعلن الجيش والقوات المشتركة في بيانين منفصلين عن نجاحهما في السيطرة على قاعدة الزرق، التي كانت تستخدمها قوات الدعم السريع كمركز لوجستي لنقل الإمدادات خلال الصراع المستمر منذ عشرين شهراً. وأكد البيان أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المبذولة لتقويض قدرات قوات الدعم السريع وتعزيز السيطرة على المناطق الاستراتيجية.
كما أفاد الجيش بأن قواته تمكنت من قتل العشرات من عناصر قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تدمير عدد من المركبات العسكرية والاستيلاء على كميات من الإمدادات خلال عملية السيطرة على القاعدة. هذه التطورات تشير إلى تصعيد في العمليات العسكرية بين الطرفين، مما يعكس استمرار النزاع الذي أثر بشكل كبير على الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
من جهة أخرى، حذر محللون من أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تفاقم التوترات العرقية بين القبائل العربية التي تشكل العمود الفقري لقوات الدعم السريع وقبيلة الزغاوة التي تمثل غالبية القوات المشتركة. وفي سياق متصل، اتهمت قوات الدعم السريع مقاتلي القوات المشتركة بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، بما في ذلك قتلهم وحرق المنازل والمرافق العامة القريبة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.