أفاد شهود عيان بأن مستويات مياه النيل الأبيض لا تزال في ارتفاع مستمر في منطقة الجزيرة أبا حتى يوم الثلاثاء، مما تسبب في أزمة إنسانية خطيرة بين سكان المنطقة والمناطق المحيطة بالنهر في الولاية. الوضع الحالي يثير القلق، حيث يعاني الكثير من الناس من تداعيات الفيضانات التي تسببت في تدمير واسع النطاق.
أوضح الصادق سلمان في حديثه مع “دارفور24” أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الفيضانات الناتجة عن النيل الأبيض أدت إلى تدمير حوالي 15 ألف منزل بشكل كامل في الجزيرة أبا. الأحياء الأكثر تضرراً تشمل “الإنقاذ، غار المهدى، السوق الكبير، مهادى، وبرتي”، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل “الرحمانيات شرق وغرب، ومناطق التمرين والطيارات وحى المزاد وما حوله وحى البقر”، مما يعكس حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة.
الوضع في الجزيرة أبا يتطلب استجابة عاجلة من السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، حيث أن العديد من الأسر فقدت منازلها وممتلكاتها. مع استمرار ارتفاع منسوب المياه، يتزايد الخوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، مما يستدعي تكثيف الجهود لتقديم المساعدة للمتضررين وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
أكدت تقارير تضرر بعض المناطق في “أرض الشفا والكون وطيبة وثلاث قرى أخرى داخل الجزيرة”، مشيرة إلى أن مياه الفيضانات قد انتقلت إلى وسط الجزيرة شرق سرايا الإمام عبدالرحمن.
أشار إلى أن ما يزيد عن عشرة آلاف شخص من سكان جزيرة أبا نزحوا إلى منطقتي “كنانة وعسلاية” والمناطق الجافة الأخرى، مع وجود صعوبات في عملية الإجلاء بسبب ارتفاع مستوى المياه فوق الجسر الترابي المستخدم للخروج من الجزيرة. كما أوضح أن قلة وسائل النقل المتاحة للإجلاء أدت إلى استغلال المواطنين من خلال رفع أسعار تذاكر المواصلات، مما حال دون مغادرة الكثيرين الذين لا يحملون المال الكافي.
وحذر الشاهد العيان من وقوع كارثة صحية وبيئية نتيجة اختلاط مياه الفيضان بمياه الصرف الصحي، مما يضطر المواطنين لاستخدامها بعد أن غمرت المياه محطة الشرب الرئيسية. كما أشار إلى تزايد حالات الإصابة بوباء الكوليرا الذي كان قد انتشر قبل حدوث الفيضان.
أشار إلى قلق المواطنين بشأن انتقال الثعابين والزواحف والبرمائيات من الأراضي التي غمرتها مياه الفيضانات إلى المناطق الجافة القليلة، مما يعرض حياة السكان للخطر. وأشار إلى أن الدعوات لتدخل المنظمات الدولية من أجل تخفيف آثار الكارثة لم تحقق نتائج حتى الآن، لافتًا إلى أن أغلب الجهود المبذولة تتم عبر مبادرات أهلية من خلال روابط المغتربين من أبناء الجزيرة أبا.