عبر طلاب وأولياء أمور في ولاية وسط دارفور عن استيائهم العميق بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية، التي كان من المقرر إجراؤها في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية. وقد أثار هذا القرار قلقاً واسعاً بين الأسر، حيث يعتبر امتحان الشهادة الثانوية خطوة حاسمة في مسيرة التعليم العالي للطلاب.
في سياق متصل، أعلنت السلطات السودانية عن إجراء امتحانات الشهادة الثانوية المؤجلة لعام 2023 في مناطق سيطرة الجيش، حيث تم تحديد مراكز للطلاب من وسط دارفور في ولايتي النيل الأبيض ونهر النيل، بالإضافة إلى دولة تشاد. هذا التوزيع الجغرافي للمراكز أدى إلى تفاقم معاناة الطلاب وأولياء الأمور، الذين يجدون صعوبة في التنقل إلى هذه المناطق البعيدة.
وفي حديثه مع “دارفور24″، أشار ولي أمر الطالب محمد سالم محمد خميس من مدينة مكجر إلى أن ابنه كان من المفترض أن يلتحق بالجامعة هذا العام، لكنه فقد الأمل في مواصلة تعليمه بسبب عدم تمكنه من حضور الامتحانات. وأوضح أنه يواجه صعوبة كبيرة في تأمين تكاليف نقل ابنه من مكجر إلى نيالا، ناهيك عن التكاليف الباهظة للسفر إلى كوستي، التي تتجاوز مليون جنيه.
أكدت الطالبة أميرة خالد، التي تنحدر من مدينة زالنجي، أنها أكملت جميع إجراءات التسجيل في مركز أبشي بدولة تشاد، حيث كانت تأمل في التقدم لامتحانات الشهادة الثانوية. إلا أنها تفاجأت برفض السلطات التشادية استضافة هذه الامتحانات، مما زاد من معاناتها وأحبط آمالها في تحقيق مستقبل أكاديمي مشرق. وأعربت أميرة عن استيائها من هذا القرار، مشددة على أهمية مراعاة حقوق الطلاب الذين يعانون من تداعيات الصراع المستمر في السودان.
في سياق متصل، أفاد المعلم موسى هارون من منطقة بندسي في جنوب وسط دارفور، أن 99% من الطلاب في محلية بندسي، والذين يتجاوز عددهم ألفي طالب وطالبة، يواجهون صعوبة كبيرة في السفر إلى المناطق المخصصة لإجراء الامتحانات. وأوضح هارون أن الظروف الحالية تجعل من المستحيل على هؤلاء الطلاب الوصول إلى مراكز الامتحانات، مما يهدد مستقبلهم التعليمي ويزيد من الضغوط النفسية عليهم.
وأشار هارون إلى أن الوضع التعليمي في السودان، وخاصة في دارفور، أصبح مهدداً بشكل كبير بسبب استمرار النزاع المسلح. وطالب الأطراف المتنازعة بضرورة العودة إلى صوت العقل والتفريق بين العدو في ساحة المعركة، مشدداً على أهمية حماية حقوق الطلاب وضمان فرص التعليم لهم، حتى لا يتعرض مستقبلهم للضياع في ظل الظروف الراهنة.
