أفاد أحد القادة المحليين في مدينة الكومة، الواقعة في شمال دارفور، بحدوث نزوح جماعي للسكان نتيجة القصف الجوي المتواصل الذي استهدف المنازل والأسواق في المدينة. وأوضح صالح محمد، وهو قيادي أهلي، أن القصف الذي ينفذه الجيش السوداني قد أجبر العديد من النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى أصحاب الماشية، على مغادرة المدينة بحثًا عن الأمان، حيث لجأ البعض إلى الغابات والأودية المحيطة.
وأشار صالح إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة قد أصبح مأساويًا، حيث غادرت حوالي 1500 أسرة خلال الأسبوع الماضي، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن. وأكد أن هذه الأسر تعيش الآن في العراء، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها، خاصة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع درجات البرودة، مما يضاعف من معاناتهم.
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة، حيث تفتقر الأسر النازحة إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية. ويعبر القادة المحليون عن قلقهم من استمرار القصف الجوي وتأثيره المدمر على حياة المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتقديم المساعدة اللازمة للمتضررين من هذه الأوضاع.
أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية عن نزوح حوالي 2293 أسرة من منطقة الكومة، وذلك نتيجة للقلق المتزايد بشأن الأوضاع الأمنية بعد سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت البلدة. هذه الأحداث أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث اضطرت الأسر إلى مغادرة منازلها بحثًا عن الأمان، مما يعكس الوضع الحرج الذي تعيشه المنطقة.
وفقًا لنشرة اطلعت عليها “دارفور24″، فإن معظم الأسر النازحة قد وجدت ملاذًا مؤقتًا داخل منطقة الكومة، إلا أن الوضع لا يزال متوترًا وغير مستقر. تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع، حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
في سياق متصل، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة على مدينة الكومة، مستهدفًا الأسواق ومصادر المياه ومنازل السكان. وقد أسفرت هذه الغارات عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وفقًا لتقارير منظمات حقوقية، مما يسلط الضوء على الأثر المدمر للصراع على المدنيين ويزيد من تعقيد جهود الإغاثة في المنطقة.