أدى القصف الجوي العشوائي الذي نفذه سلاح الطيران التابع للجيش على حي المزاد في بحري يوم الأحد والاربعاء والخميس إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وفي هذا السياق، اتهمت قوات الدعم السريع بشن غارة جوية على سوق ليبيا في أمدرمان يوم الخميس، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 62 آخرين.
وأفادت مجموعة “محامو الطوارئ” في بيان، اطلع عليه راديو دبنقا، بأن الطيران الحربي نفذ غارة عشوائية على حي المزاد، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، هم أربع نساء وشاب، وإصابة عدد من المدنيين.
كما أسفر القصف عن تدمير منزلين بالكامل، وأدى إلى اندلاع حرائق في عدة منازل مجاورة، مما تسبب في وفاة بعض الأشخاص التي تعذر التعرف على هوياتهم بسبب تفحم جثثهم.
وكشف البيان عن أن المدنيين في أحياء وسط وجنوب بحري يعانون من ظروف إنسانية كارثية نتيجة الحصار المفروض من طرفي النزاع.
وأدى الحصار إلى نقص حاد في مياه الشرب والمواد الغذائية.
كما أشار البيان إلى أن السكان يواجهون مخاطر كبيرة نتيجة وجود القناصة على أسطح المباني واحتدام المعارك في منطقة شمبات، مما حول تلك الأحياء إلى ساحة حرب محاصرة من جميع الجهات.
وأفاد محامو الطوارئ بأن قوات الدعم السريع منعت المدنيين في أحياء جنوب بحري من مغادرة المنطقة، مما زاد من معاناتهم وأدى إلى تجمعهم في مناطق خطرة دون إمكانية الوصول إلى مأوى آمن أو مساعدات إنسانية.
وأدان “محامو الطوارئ” القصف العشوائي الذي نفذه الجيش واستنكروا ممارسات قوات الدعم السريع في استخدام المدنيين كدروع بشرية.
واعتبروا تلك الممارسات انتهاكًا فاضحًا لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني.
وطالبت المجموعة بوقف فوري لجميع أشكال القصف العشوائي والهجمات على المدنيين، ودعت إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المدنيين العالقين في مناطق القتال، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المناطق المحاصرة.
احتراق
كشف شهود عيان عن معلومات جديدة بشأن المجزرة التي حدثت الأربعاء في حي المزاد بمدينة الخرطوم بحري، والتي أدت إلى مقتل العشرات جراء قذائف صاروخية أدت إلى احتراق منازل بالكامل.
ووفقًا لشهادات شهود العيان، تعرض حي المزاد في بحري لقصف صاروخي متواصل أدى إلى احتراق بعض المنازل، مما أسفر عن مقتل أسر كاملة وتفحم العديد من الجثث.
ومنذ حوالي شهرين، تصاعدت حدة الاشتباكات في مدينة بحري بعد عبور الجيش كوبري الحلفايا ومحاولته السيطرة على المدينة التي تتحكم فيها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.
وذكرت مواطنة تحدثت إلى “التغيير” أن “مربعات كاملة في بحري احترقت بما فيها، ولا يمكن التفريق بين جثة الطفل والشيخ الكبير أو بين المرأة والرجل”.
وأكدت المواطنة في تسجيل صوتي أن “جميع سكان المنطقة بين مركز الجلابي وآخر محطة في حدود حي الصافية فقدوا حياتهم”، مشيرة إلى خسارة الكثيرين وعدم القدرة على التعرف على القتلى بسبب تفحم الجثث.
وأضافت أن هناك من بين القتلى أطفال وكبار في السن، وأن الوضع بشكل عام كارثي، وسكان الحي عاجزون عن كيفية التعامل مع هذه الأوضاع.
وتصاعدت حدة الاشتباكات في منطقة بحري بعد وصول الجيش السوداني إلى مربعات 15 و16 في شمبات، حيث يواجه مقاومة عنيفة من قوات الدعم السريع التي تحاول الدفاع عن المنطقة.
ويقول أعضاء في غرف الطوارئ بمدينة بحري، إن المواطنين أصبحوا ضحايا للاشتباكات العنيفة بين الأطراف المتنازعة، حيث لا يزال معظم سكان المدينة موجودين في أحيائهم وهم معرضون للخطر نتيجة المعارك العنيفة، كما حدث في حي المزاد.