اتهمت حركة تحرير شرق السودان جهات غير محددة بإثارة الفوضى وتدبير مؤامرات تهدف إلى تحقيق مصالح أطراف أخرى تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في شرق السودان. يأتي هذا الاتهام في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، حيث تسعى الحركة إلى توضيح موقفها من الأحداث الجارية.
في ولاية كسلا، شهدت الأوضاع توتراً ملحوظاً يوم الأربعاء، حيث منعت القوات المسلحة الآلاف من أنصار حركة تحرير شرق السودان من العودة إلى البلاد بعد مشاركتهم في احتفالات الذكرى الأولى لتأسيس الحركة في إريتريا. وقد استمر منعهم لساعات قبل أن يتم السماح لهم بالدخول، مما أثار استياء الحركة واعتبرته تدبيراً مقصوداً.
في بيان رسمي، اعتبرت الحركة أن منع أنصارها من العودة إلى الوطن هو عمل مدبر، مشيرة إلى أن تبرير الجيش بعدم التنسيق مع السلطات هو حجة غير مقنعة. كما أكدت الحركة أنها تمكنت من تجاوز هذه الأزمة، مشددة على أهمية الحفاظ على حقوق أعضائها وضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة. تأسست الحركة في ديسمبر من العام الماضي، وتستضيف إريتريا معسكرات تدريبها إلى جانب ثماني حركات أخرى.
اعتبرت حركة تحرير شرق السودان الأحداث الأخيرة بمثابة محاولة لجر جماهيرها إلى أجواء من التوتر، بهدف التأثير على مكتسباتها واستقلالية قرارها. جاء ذلك خلال احتفالات الذكرى الأولى لتأسيس الحركة، حيث أكد قائد الحركة، إبراهيم عبدالله دنيا، أن الحركة تلتزم بموقف الحياد في النزاع القائم، مشدداً على أهمية الحفاظ على استقلالية القرار وعدم الانجرار وراء الصراعات.
في سياق حديثه، أوضح دنيا أن الحركة ستتصدى لأي جهة تسعى للاعتداء على شرق السودان، مشيراً إلى أن موقفهم الثابت هو عدم الانخراط في الحرب الدائرة. بينما انخرطت بعض الحركات الأخرى في الصراع، مثل قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داوود، تواصل حركة تحرير شرق السودان التمسك بمبدأ الحياد، مما يعكس رغبتها في حماية مصالح المنطقة وسكانها.
في بيان رسمي، أكدت الحركة أنها نجحت في حل مشكلة عودة أنصارها بعد إجراء نقاشات مع المسؤولين المحليين، بما في ذلك نائب الوالي وقادة القوات المختلفة، بحضور ناظر عموم قبائل البني عامر. كما أشارت إلى دور السلطات الإرترية في تهدئة الأوضاع، مما ساهم في تسهيل عودة الجماهير. وأكدت الحركة استعدادها للتصدي لأي مؤامرات قد تهدد استقرار المنطقة، مستخدمة كافة الوسائل المشروعة المتاحة.
تستضيف إريتريا ثمانية حركات مسلحة من شرق السودان، من بينها مؤتمر البجا الذي يقوده موسى محمد أحمد، بالإضافة إلى الحركة الوطنية لشرق السودان برئاسة سليمان علي بيتاي. تأتي هذه الاستضافة في إطار جهود إقليمية تهدف إلى تعزيز التنسيق بين هذه الحركات المسلحة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
تسعى القوات المسلحة السودانية إلى إقناع هذه الحركات المسلحة بالعودة إلى البلاد والانخراط في القتال إلى جانبها في الحرب المستمرة.
في سياق متصل، قامت الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داوود بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محور الفاو الأسبوع الماضي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لاستعادة السيطرة على الجزيرة.
وبرضو التعليق فيه ألفاظ غير مقبولة ي محررين.