قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن “فكرة تشكيل حكومة مدنية في المنفى هى فكرة أوعزت بها “قوات الدعم السريع” إلى تحالف (تقدم) المدني، لكن الجبهة الثورية وبعض الأحزاب والشخصيات العامة هي التي كانت أكثر حماسا بالنسبة للفكرة أو هذا الطرح منذ فترة ليست بالقصيرة، في الوقت ذاته هناك مجموعة ترفض تلك الفكرة، الأمر الذي أحدث نوعا من الانقسام داخل تحالف “تقدم”.
وأضاف ميرغني في تصريحات لـ”سبوتنيك”: “إذا ذهبت المجموعة المتحمسة لفكرة تشكيل حكومة مدنية على الأرض، ستكون تلك الحكومة تحت إدارة “قوات الدعم السريع”، لأنه سوف تمارس المهام المنوطة بها في المناطق التي تسيطر عليها “الدعم السريع”، وبالتالي ستكون تحركات تلك الحكومة تحت سيطرة “الدعم السريع”، وبالتالي سوف تموّل أنشطة تلك الحكومة من جانب طقوات الدعم السريع”، هذا هو ما دفع بعض القوى السياسية في “تقدم” لرفض الفكرة، وأن يكون هناك تحالف مباشر مع “الدعم السريع”.
وتابع ميرغني: “بسبب الحديث عن الحكومة، فإنه يمكن أن نقول إن هناك انقسام حاليا داخل تحالف “تقدم”، والملفت للنظر في الفترة الأخيرة التغريدة التي كتبها مستشار “قوات الدعم السريع”، يوسف عزت، والتي اعتبر خلالها أن الدعوة لتشكيل حكومة مدنية من جانب تلك القوى السياسية في مناطق “الدعم السريع” يمكن أن نصفه بأنه يشبه عملية استغلال لبندقية “الدعم السريع” دون الاعتراف بـ”الدعم السريع”، أي يمكن اعتبارها نوع من (الانتهازية السياسية) من جانب تلك القوى التي تطالب بتشكيل الحكومة”.
وحول التداعيات التي يمكن حدوثها إذا ما تم بالفعل تشكيل تلك الحكومة، يقول عثمان ميرغني: “إذا تم تشكيل حكومة من جانب تلك القوى المدنية لن يكون لها تأثير سوى على من قام بتشكيلها، وستكون عواقبها وخيمة جدا عليهم، لكن الخطورة البالغة سوف تحدث إذا ما قامت أي حكومة أو جهة دولية بالاعتراف بتلك الحكومة أو تأييدها، هنا سوف نصبح أمام ما يشبه النموذج الليبي، بحيث تكون هناك حكومتان تدعم كل منهما جهات دولية معينة”.
وأشار ميرغني إلى أن “الجيش السوداني متقدم جدا خلال الأيام الماضية، وهو على مسافة تقارب 3 كيلومترات من القصر الجمهوري في الخرطوم، ونتوقع أن يقترب أكثر خلال الأيام القادمة من القصر، فإذا استطاع الوصول إلى القصر وفرض السيطرة عليه، فالطبيعي والعملي أن تعود الحكومة الحالية إلى الخرطوم، وهنا يصعب الحديث عن تشكيل حكومة أخرى”.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا