أفاد مسؤولون ونشطاء محليون يوم الأحد بأن تصاعد هجمات قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيرة أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وقد أبدى هؤلاء المسؤولون قلقهم من احتمال حدوث موجات جديدة من النزوح نتيجة لهذه الهجمات المتزايدة، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من تداعيات النزاع المستمر.
وذكر أحد المسؤولين في حكومة شمال دارفور، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الوضع قد تغير بشكل ملحوظ منذ بداية النزاع في مايو الماضي بين الجيش والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع. حيث كان عدد الضحايا من المدنيين في الفاشر نتيجة هجمات الطائرات المسيرة محدودًا في البداية، إلا أن الوضع قد تفاقم بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.
وأوضح المسؤول أن قوات الدعم السريع قد زادت بشكل ملحوظ من استخدام الطائرات بدون طيار منذ أواخر نوفمبر وبداية ديسمبر، حيث استهدفت مواقع الجيش، لكنها لم تتردد في استهداف المدنيين أيضًا، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. هذه التطورات تثير مخاوف كبيرة بشأن الأثر الإنساني للنزاع، وتدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم.
وذكر بتوثيق أكثر من 100 قتيل وجريح نتيجة استهداف هذه الطائرات لأهداف مدنية في الفاشر.
كما أضاف: “من بين هذه الأهداف: المستشفى السعودي، ونادي المتفرجين في حي أولاد الريف، بالإضافة إلى استهداف تجمعات النازحين من أحداث أبوزريقة في قرية قوز بينة جنوب شرقي زمزم، ليلة الجمعة الماضية”.
ونشرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، يوم السبت الماضي، أنه تم استهداف تجمع للنازحين في مدرسة قوز بينة بواسطة مسيرة استراتيجية، مما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص.
في سياق متصل، قال الناشط في مخيم زمزم للنازحين أحمد مرسال، لـ “دارفور 24”: إن حصيلة الضحايا نتيجة الهجوم الذي استهدف تجمع الفارين من أحداث أبوزريقة والقرى المجاورة في قوز بينة، بلغت 17 قتيلًا و12 جريحًا حتى يوم السبت.
وأشار مرسال إلى أن القصف المدفعي والصاروخي لقوات الدعم السريع أصبح يشكل تهديدًا أكبر لحياة المدنيين، محذرًا من احتمال تعرضهم لموجات نزوح جديدة.
وكشف مصدر من الدفاع الجوي في الفاشر، فضّل عدم ذكر اسمه، عن استجابة فرق الدفاع الجوي لأكثر من 50 هجومًا انتحاريًا في ديسمبر الحالي، بعضها استهدف مناطق مدنية انطلاقًا من مواقع قوات الدعم السريع في الفاشر ومدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
ويواجه المدنيون والنازحون في مخيمي أبوشوك وزمزم في مدينة الفاشر تهديدًا خطيرًا نتيجة استخدام قوات الدعم السريع للطائرات المسيرة والمدافع الانتحارية.