تعاني مدينة القضارف، الواقعة في شرق السودان، من أزمة متزايدة في معدلات سوء التغذية بين الأطفال، حيث تشير التقارير إلى أن المستشفى المحلي يستقبل يوميًا ما بين 40 إلى 45 حالة جديدة. أكدت نورا سليمان، أخصائية التغذية في مستشفى القضارف للأطفال، أن معظم الحالات التي تصل إلى المستشفى تكون في مراحل متقدمة من سوء التغذية، مما يزيد من خطر المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياة الأطفال.
وأوضحت نورا أن الوضع يزداد سوءًا بسبب النقص الحاد في الأدوية الأساسية التي تعتبر ضرورية لمكافحة سوء التغذية، وهو ما يعود إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة النزاع المستمر. وأشارت إلى أن المستشفى يبذل قصارى جهده لتقديم وجبات غذائية يومية للأطفال ومرافقيهم، مثل الأمهات والإخوة، لكن التحديات تظل قائمة، خاصة في ظل نقص الموارد.
كما أكدت نورا أن المستشفى يواجه صعوبات في تأمين الأكسجين لبعض الحالات الحرجة، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة. إن هذه الظروف الصعبة تتطلب استجابة عاجلة من الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم وتحسين الوضع الغذائي للأطفال في القضارف، حيث أن كل يوم يمر يحمل معه تحديات جديدة تهدد صحة الأطفال ومستقبلهم.
وعزت نورا الزيادة الكبيرة في حالات سوء التغذية بين الأطفال إلى استمرار الحرب في البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأمر الذي أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية وتدهور الظروف الصحية، بالإضافة إلى عدم توفر مياه نظيفة صالحة للشرب، فضلاً عن تأثير موسم الخريف وما يصاحبه من سقوط الأمطار الغزيرة وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض.
وحذرت الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان نتيجة الحرب، حيث أفادت أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة مهددون بالإصابة بسوء التغذية الحاد. المصدر : الجزيرة مباشر
وبرضو بقولوا مافي مجاعة ..