أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، عن تقديره الكبير للدعم الذي تلقاه خلال مهمته، مشيداً بالتزام المسؤولين السودانيين بالتعاون مع الأمم المتحدة. وأكد لعمامرة أهمية المشاركة الفعالة في الجهود التي يبذلها الأمين العام من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان، مشيراً إلى أن هذا التعاون يعد خطوة أساسية نحو معالجة التحديات التي تواجه البلاد.
وفي حديثه لموقع الأمم المتحدة الإخباري بعد زيارته الأخيرة للسودان، أشار المبعوث إلى العزم القوي للأمم المتحدة على تقديم الدعم اللازم للشعب السوداني. وأكد أن المنظمة الدولية ستبذل قصارى جهدها لمساعدة السودان في التغلب على الأزمات التي يعاني منها، مع التركيز على تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز الحكم الديمقراطي، ودعم التنمية المستدامة.
ورغم عدم وجود اختراقات ملموسة في الوقت الراهن، شدد رمطان لعمامرة على أهمية الاستمرار في العمل والمثابرة من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. وأكد أن الجهود المبذولة لا يمكن أن تتوقف، وأن هناك حاجة ملحة لمواصلة هذه المساعي لتحقيق حل سلمي شامل يضمن مستقبل أفضل للسودان وشعبه.
كما ذكر الدبلوماسي الأممي أنه تواصل مع العديد من فاعلي المجتمع المدني السوداني في مناسبات متكررة، مشدداً على ضرورة مناقشة الأوضاع مع مجموعة متنوعة من الأطراف السياسية والمدنية السودانية، بما في ذلك النساء والشباب والأصوات المهمشة، معتبراً أن هؤلاء الأشخاص هم الأكثر تحملًا لتكاليف هذه الحرب المأساوية.
وشدد على أن إنهاء معاناة المدنيين في السودان يبقى أولوية ملحة، في الوقت الذي يتم فيه السعي بجهود متوازية لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية شاملة وذات مصداقية.
وأكد رمطان لعمامرة على ضرورة إنهاء الصراع المستمر الذي طال أمده وتخفيف معاناة الشعب السوداني، ودعا جميع الأطراف لوضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذا الصراع، مستشهدًا بدروس من التاريخ في السودان ودول أخرى.
وطالب المبعوث بإرساء وقف لإطلاق النار، من أجل إنهاء إراقة الدماء، وتهيئة الظروف لاتفاق تفاوضي وعملية سياسية شاملة تضمن وحدة السودان، محذراً من عواقب وخيمة سوف تترتب على هذه الحرب بالنسبة للسودان والمنطقة.
وشدد على عدم قبول فكرة أن تمر الذكرى الثانية لنشوب الحرب في أبريل المقبل دون ضغوط استثنائية من الجهات العالمية والإقليمية الفاعلة على الأطراف المتحاربة وداعميهم لمنح السلام فرصة حقيقية.
وأكد على أهمية توجيه الضغط أيضاً نحو الأطراف الخارجية التي تزود الأطراف المتحاربة بالأسلحة والمعدات، مما يساهم في استمرار الأوهام العسكرية وسوء التقدير على حساب الحكمة والحلول السلمية التي تحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية ورفاهية شعبها.
وعبر المبعوث الخاص عن التزامه بالتواصل مع جميع الفاعلين المعنيين لضمان إحراز تقدم نحو الهدف المشترك، مشيراً إلى ضرورة بذل الجميع لقصارى جهدهم لأن الشعب السوداني يستحق ذلك.