أفاد سكان محليون في ولاية شمال دارفور بأن موجة جديدة من النزوح قد شهدتها مناطق مليط وكتم وكبكابية والطينة وأمبرو وكرنوي، حيث اتجه العديد من السكان نحو مخيمات كساب وسورتني، بالإضافة إلى مناطق طويلة وقولو وروكرو ومخيم أرديمي وتولوم شرق تشاد. هذه التحركات تأتي في ظل الظروف الأمنية المتدهورة التي تعاني منها المنطقة، مما يضطر السكان إلى البحث عن ملاذات آمنة بعيداً عن مناطق النزاع.
النزوح الأخير يأتي نتيجة للاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين القوات المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع في محور الصحراء، حيث تعرضت مدينتا كتم وكبكابية لقصف جوي متكرر من قبل الطيران الحربي للجيش السوداني. هذه الأحداث أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ووفقاً لمراسل “دارفور24″ من مدينة كبكابية، فقد نزحت عشرات الأسر خلال الأسبوع الماضي إلى مخيم سورتني الواقع جنوب المدينة، بينما اختار البعض الآخر التوجه إلى مناطق طويلة وروكرو وقولو في جبل مرة. الوضع الإنساني في هذه المخيمات يزداد سوءاً، حيث تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مما يستدعي تدخلات عاجلة من المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين الذين يعانون من ظروف قاسية.
أوضح أن الطيران الحربي أحدث حالة من الخوف والذعر بين المدنيين، مما دفع العديد منهم إلى التفكير في مغادرة المدينة والبحث عن أسعار تذاكر السيارات للخروج من كبكابية. في مدينة مليط، أفاد مصدر محلي أن العشرات من المواطنين غادروا المدينة باتجاه المناطق المحيطة بها، نتيجة خوفهم من بدء القتال بين القوة المشتركة للجماعات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وقد اقتربت هذه القوات من شن هجوم على القوة المشتركة في بلدة وادي البعاشيم شمال غرب مليط وبلدة مدو شمال شرق مليط. وأفاد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ”دارفور24” بأن عمليات النهب والسلب داخل المدينة استمرت طوال الأسبوع الماضي، إلى جانب فرض حظر التجوال وتعليق خدمات الاستارلينك للأسبوع الثاني على التوالي.
أفادت سكينة نورين، النازحة في مخيم كساب، بأن عددًا كبيرًا من الأسر قد وصل إلى المخيم بعد الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى بين المدنيين. وأفادت بأن إدارة المخيم قامت بإيواء النازحين الجدد في منازل بعض النازحين السابقين، وذلك في ظل ظروف إنسانية مؤلمة. طالبت المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل الفوري لتقديم المساعدات الإنسانية، ومساعدة في الإيواء، وتوفير الأدوية، والغذاء، والعمل على تحسين تدفق خدمات المياه لتلبية النقص الحالي في الإمدادات المائية.
وفقًا لمراسل “دارفور24” في مدينة الطينة الحدودية بالسودان، قامت مئات الأسر السودانية بالعبور إلى الطينة في تشاد من أجل الوصول إلى مخيم أرديمي وتولوم شرقي تشاد. أشار إلى أن الأوضاع الأمنية والتجمعات العسكرية، بالإضافة إلى الأخبار المتكررة حول هجوم قوات الدعم السريع على المدينة، ساهمت في حالة الهلع التي دفعت النازحين من المناطق التي شهدت الأحداث الأخيرة في الصحراء، ومناطق أمبرو وكرنوي، للفرار إلى تشاد. وأفاد بأن تدفق اللاجئين إلى تشاد مستمر يوميًا من كبكابية وكتم ومليط وأمبرو وكرنوي.