تشهد أسواق مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، حالة من النقص الحاد في التوابل، وذلك نتيجة لتوقف حركة المرور على الطرق المؤدية إلى جبل مرة. هذا الوضع أدى إلى تفاقم أزمة الإمدادات، مما أثر بشكل كبير على توفر هذه المواد الأساسية في الأسواق المحلية.
في حديثه مع “دارفور24″، أشار عدد من التجار في سوق نيفاشا وسوق المواشي إلى أن المدينة تعاني من نقص شبه كامل في التوابل، مما ساهم في زيادة النشاط التجاري وارتفاع الأسعار نتيجة للطلب المتزايد. هذا النقص في التوابل أصبح واضحًا بشكل خاص في الأصناف الأكثر استخدامًا في الطهي، مما يثير قلق المستهلكين.
من جانبه، أوضح تاجر التوابل عبد المولى عبد المجيد أن هناك انعدامًا تامًا لبعض أنواع التوابل مثل الثوم والزنجبيل والشطة والفلفل والقرفة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ في الفاشر. وأرجع عبد المجيد هذا النقص إلى إغلاق الطريق الذي يربط بين طويلة والفاشر، والذي يعتبر شريان الحياة لتوريد منتجات جبل مرة إلى المدينة.
أفاد التاجر آدم أسحق، الذي يعمل في سوق المواشي، بأن هناك انتعاشًا ملحوظًا في حركة التجارة المتعلقة بالتوابل، حيث شهدت أسعار بعض هذه السلع ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة زيادة الطلب عليها. وأوضح أن سعر رطل وقيعة الثوم قد وصل إلى 3000 جنيه سوداني، بينما بلغ سعر البصلة الواحدة 500 جنيه سوداني، مما يعكس التغيرات الكبيرة في السوق.
وأشار أسحق إلى أن البصل أصبح أغلى من التفاح في أسواق الفاشر، مما يدل على التغيرات الكبيرة في الأسعار التي تؤثر على حياة المواطنين. وأكد أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وخاصة التوابل، يعود إلى إغلاق الشارع الذي يربط بين جبل مرة وطويلة والفاشر، مما أثر سلبًا على حركة النقل والتجارة.
كما حمل أسحق والي ولاية شمال دارفور المكلف، حافظ بخيت، مسؤولية نقص السلع الاستهلاكية في أسواق الفاشر، مشيرًا إلى أن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور تلعب دورًا في إفراغ المدينة من المواطنين. تأتي هذه التصريحات في ظل التوترات الأخيرة، خاصة بعد التصريحات المتعلقة باستهداف قوات الدعم السريع لمخيم زمزم، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في المنطقة.
