أعلن المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان، توم بيريلو، أن هناك نحو 638 ألف شخص في السودان يواجهون خطر المجاعة. وأشار بيريلو عبر حسابه على منصة “إكس” يوم الجمعة إلى أن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، وذلك نتيجة للأعمال التي قامت بها قوات الدعم السريع والجيش السوداني، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وأكد بيريلو على ضرورة وقف القتال في السودان، مشددًا على أهمية السماح لجميع الأطراف المتحاربة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري. وأعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع الراهن، حيث يعاني الشعب السوداني من ظروف قاسية تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. كما دعا إلى زيادة الوعي العالمي بخطورة الأزمة الإنسانية التي يمر بها السودان.
تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي وصف الحديث عن انتشار المجاعة بأنه “محض افتراء” يهدف إلى التدخل في الشأن السوداني. هذه التصريحات تعكس التوترات المستمرة في البلاد، حيث تتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل النزاع المستمر.
كانت قد نفت وزارة الخارجية السودانية في بيان صدر في بداية الأسبوع الحالي وجود مجاعة في البلاد، مشيرة إلى أن التقارير التي تتحدث عن هذا الموضوع تهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية للسودان. يأتي هذا النفي في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات متعددة، حيث تسعى الحكومة إلى طمأنة المواطنين والمجتمع الدولي بشأن الوضع الغذائي.
تتفاقم أزمة الجوع في السودان بشكل ملحوظ نتيجة النزاع المستمر الذي بدأ في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد أدت هذه الحرب إلى تدمير العديد من البنى التحتية الزراعية، مما أثر سلبًا على عمليات الزراعة والحصاد في المناطق التي كانت تعتبر سلة غذاء البلاد. هذا التدهور في الإنتاج الزراعي يزيد من حدة الأزمة الغذائية التي يعاني منها السكان.
النزاعات المسلحة أدت أيضًا إلى نزوح ملايين السودانيين من منازلهم، مما جعل الوصول إلى الغذاء في مناطق النزوح أمرًا بالغ الصعوبة. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير بسبب انقطاع سلاسل الإمداد. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يواجه أكثر من نصف سكان السودان خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل تدهور الاقتصاد وتعطيل شبكات المساعدات الإنسانية.