السودان الان السودان عاجل

خبراء: البرهان يعتمد بشكل كامل على الميليشيات والجيش في حالة شبه اعتقال

مصدر الخبر / ارم نيوز

أكدت التحليلات أن الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، أصبح يعتمد بشكل متزايد على الميليشيات في صراعه ضد قوات “الدعم السريع”. حيث تشير المعلومات إلى أنه يقدم لهم الدعم المالي واللوجستي، بينما يبقى الجنود والضباط في الجيش محاصرين داخل وحداتهم، وكأنهم في حالة اعتقال. هذا الوضع يعكس تحولاً كبيراً في استراتيجية البرهان، الذي يبدو أنه يفضل الاعتماد على هذه الميليشيات بدلاً من تعزيز قدرات الجيش النظامي.

وفي تصريحات خبراء  لـ”إرم نيوز”، أشار الخبراء إلى أن الميليشيات، رغم زعمها القتال إلى جانب الجيش، تحمل أجندات خاصة تتعلق بمصالح سياسية وقبلية. هذه الأجندات قد تؤدي إلى تعقيد الصراع، حيث أن الميليشيات لا تسعى فقط لتحقيق أهداف الجيش، بل تسعى أيضاً لتعزيز نفوذها الخاص في الساحة السياسية السودانية. هذا التوجه قد يساهم في تفاقم الأوضاع الأمنية في البلاد، ويزيد من تعقيد المشهد العسكري.

من بين الميليشيات التي يعتمد عليها البرهان، تبرز تلك المرتبطة بالحركة الإسلامية ونظام الرئيس السابق عمر البشير، الذين يسعون للعودة إلى السلطة بعد الإطاحة بهم في الثورة الشعبية عام 2019. ومن المثير للاهتمام أن هذه الميليشيات تُظهر عداءً أكبر تجاه القوى السياسية والمجموعات الثورية التي أسقطت نظامهم، أكثر من عدائهم لقوات “الدعم السريع”، مما يعكس تعقيدات الصراع الداخلي في السودان ويزيد من حدة التوترات بين مختلف الأطراف.

وفيما يتعلق بتسليح وتجميع هذه الميليشيات، أوضح الخبير الاستراتيجي عادل بشير، أن البرهان استغنى فعلاً عن الجيش وأصبح يعتمد على الميليشيات القبلية والسابقه، بعدما حُبس الجيش في وحداته وعُزل عن إدارة الحرب.

وأضاف، لـ”إرم نيوز”، أن وجود الضباط والجنود في ثكناتهم حالياً جعلهم غير قادرين على المشاركة في التخطيط للعمليات العسكرية، مشيراً إلى أن قائد أركان الجيش السوداني، الفريق محمد عثمان الحسين، مُحاصر منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023، ما يعني أن إدارة العمليات العسكرية ليست بيده.

وخرج البرهان ونائبه كباشي من العاصمة الخرطوم في أغسطس وأكتوبر 2023، تاركين بقية القيادات العسكرية محاصرين في القيادة العامة أو في وحدات غير قادرين على الحركة خارج ثكناتهم.

كما أشار الخبير الاستراتيجي إلى أن البرهان بعد وصوله إلى بورتسودان بدأ في حشد وتدريب الميليشيات وتزويدها بكل أنواع الأسلحة، بينما يعاني الجنود والضباط في الثكنات من الجوع وعدم صرف الرواتب.

وأشار إلى الأوضاع الإنسانية القاسية التي تعيشها أسر الجنود المحاصرين، والتي تعجز عن توفير احتياجاتها بسبب عدم صرف الأجور.

وخلص إلى أن البرهان يعلم أن العديد من ضباط وجنود الجيش غير راضين عن هذه الحرب، مما دفعه للاعتماد على الميليشيات ذات المصالح القبلية أو الحزبية، ويسعى جاهدًا لاستمرار الحصار على مقار الجيش لمنع أي تحرك من المخلصين داخل القوات المسلحة.

من جانبه، أكد عثمان عبد الرحمن سليمان، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم”، أن البرهان يعتمد على استراتيجية دعم الميليشيات من خارج القوات المسلحة لضمان بقائه في الحكم.

وذكر سليمان أن البرهان يوفر دعمًا كبيرًا لمجموعة من الميليشيات مثل “كتائب الأمن الشعبي والبراء بن مالك”، مشيراً إلى استعانته بالحركة الإسلامية من أجل استمراره في السلطة.

وأشار إلى أن هذه “الميليشيات الإسلامية” التي تقاتل باسم الجيش هي نفسها المسؤولة عن إشعال الحرب، وتعمل على إضعاف الجيش لتسهيل عودتها للحكم.

وذكر أن التاريخ يظهر أن قادة المؤسسة العسكرية يميلون إلى تسليح الميليشيات بدلاً من الجيش، مما أدى إلى غالبية الانتهاكات المرتبطة بالطيران الحربي بسبب سيطرة هذه الميليشيات على القرار.

وأضاف أن البرهان يسعى إلى إضعاف الجيش لأنه يخشى من الضباط المخلصين الذين لا يوافقون على مخططات الحركة الإسلامية.

وأكد المحلل السياسي صلاح حسن جمعة، أن منذ بداية الحرب، يبدو أن البرهان يجند لصالح الميليشيات بدلاً من الجيش، مما يدل على تجاهله له.

وأشار إلى أن الولاء للقبيلة أو الحزب أصبح يفوق الولاء للجيش، وأن الذين يقاتلون يرتدون زي الجيش يفعلون ذلك من أجل مصالحهم الخاصة.

ولفت إلى أن البرهان أشار في الفترة الأخيرة إلى تجنيد أعداد كبيرة من الجنود لصالح ميليشيات مختلفة.

وأشار إلى وجود البرهان الأسبوع الماضي في شرق الجزيرة وسط مجموعة كبيرة من ميليشيا “درع البطانة”، مؤكداً أنه يُسند إليها مهام عسكرية.

كما أوضح جمعة أن البرهان يستفيد من تناقضات هذه الميليشيات، مستفيداً من صراعاتها الداخلية ليبقى دون منافسة، على حد قوله.

وأضاف أن البرهان يشعر بالخطر من الانقلابات المحتملة من قبل الميليشيات التابعة للحركة الإسلامية، مما جعله يُركز على دعم الميليشيات القبلية.

عن مصدر الخبر

ارم نيوز