تشهد مدينة بورتسودان نشاطاً سياسياً متزايداً من قبل الحركات المسلحة في شرق السودان، حيث تسعى هذه الحركات إلى توضيح أسباب حملها السلاح وتأسيس قوات عسكرية خاصة بها. كما تعمل على إنشاء معسكرات تدريب في دولة إريتريا المجاورة، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة. يأتي هذا الحراك في وقت حساس، حيث تسعى هذه الحركات إلى تعزيز موقفها في الساحة السياسية السودانية.
في سياق متصل، تجرى لقاءات بين نُظار القبائل في ولايتي البحر الأحمر وكسلا مع قيادات الحكومة، بما في ذلك رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان. تهدف هذه اللقاءات إلى ضمان تمثيل شرق السودان في مجلس السيادة وبقية مستويات السلطة، وسط أنباء تتحدث عن ترشيح ناظر عموم قبائل الهدندوة، محمد الأمين ترك، لمنصب عضو في مجلس السيادة. هذه التحركات تعكس رغبة القبائل في تعزيز دورها في العملية السياسية.
في مؤتمر صحفي عُقد في بورتسودان، أكدت قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داوود أنها تلقت دعماً عسكرياً من إريتريا، وهو ما يعكس الدعم الإقليمي لهذه الحركات. بعد يوم من هذا المؤتمر، عقد موسى محمد أحمد، رئيس مؤتمر البجا، مؤتمراً صحفياً آخر لشرح أسباب ومبررات حملهم للسلاح. كما أعلن مؤتمر البجا ومؤتمر البجا القومي عن تشكيل تحالف سياسي جديد، مما يشير إلى تطورات جديدة في المشهد السياسي في شرق السودان.
صرح الأمين داوود، قائد قوات الأورطة الشرقية، خلال مؤتمر صحفي أنه تم دمج قواته في صفوف الجيش السوداني، حيث تسلم المئات من جنوده نماذج عسكرية. وأكد خلال المؤتمر في بورتسودان، الذي نقله راديو دبنقا، أن قوات الدعم السريع تسعى لتدمير السودان، مشيراً إلى أن قواته تشارك الآن في صفوف القوات المسلحة في ولاية الجزيرة. ودعا جميع حركات شرق السودان للانضمام إلى القوات المسلحة، وأكد أنهم لا يرغبون في الاحتفاظ بقوة عسكرية خاصة بهم أو توقيع أي اتفاق مع الحكومة.
وذكر داوود أن معسكرات تدريب مقاتليه بدأت في دولة إرتريا منذ يناير من العام الماضي، حيث تم تخريج دفعتين والدفعة الثالثة قيد التدريب، موضحاً أن سبب اختيارهم إرتريا هو عدم توفر الظروف المناسبة في السودان لإنشاء معسكرات تدريب.
بدوره، أكد موسى محمد أحمد، رئيس مؤتمر البجا، دعمهم للقوات المسلحة من أجل استقرار الدولة، مشيراً إلى أهمية تثبيت أركان الدولة قبل النظر في باقي التفاصيل. وشدد موسى على حرصهم على أمن شرق السودان، الذي يضم الملايين، مؤكداً ضرورة وجود منطقة آمنة لإدارة المعركة. وشكر إرتريا على دعمها لمؤتمر البجا.
واتهم موسى جهات غير محددة بمحاولة التشويش على تدريب قوات حركات شرق السودان في إرتريا، مضيفاً أن التدريب جاء استجابة لدعوة البرهان لحمل السلاح لحماية الأرض والعرض. وأوضح أن القوات المتدربة ليست معارضة، بل تهدف إلى حماية شرق السودان، وأكد أنهم أبلغوا قيادة الجيش في نهاية سبتمبر عن جاهزية قواتهم للدفاع.
وأشار موسى الى أن تحركهم ليس ضد قبلية أو حزبية، بل استعداد للمعركة إذا وصلت إلى شرق السودان، مؤكداً التنسيق الموحد بين حركات شرق السودان. وعن الصراعات الأهلية، أكد موسى أن شرق السودان قد تجاوزها من خلال لقاءات النظار والمبادرات، واصفاً الصراعات الحالية بأنها مصنوعة لخدمة مصالح معينة.
وشدد على أهمية الدفاع عن حقوقهم بالمشاركة في مراكز صنع القرار، ودعا لتوحيد الجهود والكلمة في شرق السودان. وأكد على ضرورة الاعتراف باتفاقية سلام شرق السودان الموقعة في عام 2006، موضحاً أن إلغاءها لا يمكن أن يتم إلا باتفاق بين الأطراف الضامنة.
وأكد أهمية اتخاذ قرار جماعي بشأن تفعيل أو إلغاء اتفاقية سلام شرق السودان، معتبراً أن الأطراف المعنية معروفة ومساهماتها مهمة. من جانبها، جددت حركة تحرير شرق السودان طرح ميثاق لحماية الإقليم لتحقيق طموحات سكانه، ووضعت الميثاق أمام الحركات المسلحة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتوحيد رؤاتهم والاستعداد للدفاع عن الإقليم.
وأوضحت أن تداخل الملفات الجيوسياسية في المنطقة يهدد أمن واستقرار شرق السودان، مؤكدة استعدادها للدفاع ضد أي اعتداء على الإقليم.