قام الصراع المسلح في السودان بتهديد مستقبل ملايين الطلاب، حيث توقفت الدراسة بشكل كامل أو جزئي في جميع المراحل التعليمية بما في ذلك الجامعية، نتيجة للحرب التي استمرت لسنتين.
وفي حين يتجه بعض الطلاب في المدارس والجامعات نحو حمل السلاح والانخراط في الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع بدلاً من الالتزام بالتعليم، فقد أسفرت هذه الحرب عن تأثيرات سلبية على مستقبل هؤلاء الطلاب، خاصة الذين لا يزالون محاصرين في المناطق المتضررة مثل الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان. ويواجه مستقبل الطلاب الذين هربوا مع أسرهم إلى مناطق آمنة أيضًا تهديدات بالفقدان.
لم يتمكن الآلاف من الطلاب الذين نزحوا إلى ولايات شرق السودان من التسجيل في المدارس التي تم إعادة فتحها جزئيًا، حيث أصبح العديد منهم يعملون لكسب لقمة العيش لأسرهم النازحة، وفقًا لما أفاد به معلمون وأولياء أمور. وأشارت التقارير إلى أن عددًا كبيرًا من الطلاب النازحين في ولاية كسلا بشرق السودان فشلوا في الانضمام إلى صفوفهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي دفعتهم إلى البحث عن فرص عمل.
على الرغم من إعلان وزارة التربية في ولاية كسلا إستئناف الدراسة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بعد أكثر من 14 شهرا من الحرب، فإن العملية التعليمية توقفت فعليا في العديد من المدن بسبب تحويل المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين.
في بعض المناطق، لم يتمكن الطلاب من العودة إلى الصفوف الدراسية منذ بداية النزاع، حتى بعد استئناف المدارس الثانوية الخاصة نشاطها. وبحسب أولياء أمور الطلاب في محلية حلفا الجديدة، فإن 90% من الطلاب لم يلتحقوا بالمدارس بسبب تحويلها لمرافق لإيواء النازحين.
على الرغم من إعلان فتح المدارس، إلا أن معلمي المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية لم يحصلوا على أجورهم منذ أكثر من عام، مما دفع العديد منهم للبحث عن وظائف أخرى. وأكد بعض المدرسين أن مستقبل الآلاف من الطلاب ما زال غير مؤكد ويعيشون تحت تهديد العدم، مشيرين إلى أن قرار استئناف التعليم في هذه الظروف لم يكن مدروس بشكل جيد.
تأكيداً على ذلك، أفادت مصادر بأن العديد من طلاب المرحلة الثانوية انضموا لمعسكرات “المقاومة الشعبية” التابعة للجيش السوداني بديلاً عن الدراسة.
مستمرة الحرب في السودان في تدمير مستقبل التعليم لأكثر من 11 مليون شخص فقدوا منازلهم، ويواجه 25 مليون آخرين خطر المجاعة، دون وجود أي آفاق واضحة لوقف الصراع سواء عبر الحلول العسكرية أو التفاوض.