تعاني مناطق شرق ولاية الجزيرة من تدهور حاد في الأوضاع الصحية، حيث انتشرت أمراض الكوليرا والبلهارسيا بشكل مقلق. يأتي ذلك في ظل نقص حاد في الأدوية والمحاليل الوريدية، بالإضافة إلى تعطل العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، مما يزيد من معاناة السكان ويعقد جهود مكافحة هذه الأوبئة. الوضع الصحي في هذه المناطق يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتوفير الرعاية الصحية اللازمة.
منصة أخبار أم القرى أبلغت عن تفشي وباء الكوليرا والبلهارسيا في قرية 30 التابعة لمحلية أم القرى، حيث أسفر هذا الانتشار عن وفاة عدد من المواطنين. هذه الأوضاع الصحية الحرجة تعكس الحاجة الملحة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، خاصة في ظل غياب الدعم الطبي الكافي. السكان يعانون من تداعيات هذه الأوبئة، مما يستدعي استجابة سريعة من السلطات الصحية.
تشير التقارير إلى أن تلوث مياه الشرب يعد من الأسباب الرئيسية وراء انتشار هذه الأمراض، حيث يعتمد السكان على مياه الترع الراكدة بعد انقطاع تدفق المياه من منطقة “مينا” في مدينة سنجة. هذا الانقطاع جاء نتيجة نهب وتدمير المحطة من قبل الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم أزمة مياه الشرب والزراعة في معظم قرى مشروع الرهد الزراعي. الوضع يتطلب تدابير عاجلة لضمان توفير مياه نظيفة وآمنة للسكان، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية لمواجهة هذه الأوبئة.
كما أعلن محافظ مشروع الجزيرة، إبراهيم مصطفى، أن قوات الدعم السريع سيطرت على معظم المشروع واستباحت أكثر من 55% من مساحته، موضحاً أن هذه القوات استولت على الآليات والمعدات الضرورية للإنتاج وتسببت في دمار واسع.
كما اتهم مؤتمر الجزيرة، في بيان، قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ممنهجة ضد المدنيين في الولاية، تضمنت اغتصاب سيدتين في قرية الهلالية وفرض حصار خانق على قرية التكينة منذ الخميس الماضي، مما أدى إلى وفاة ثلاثة مواطنين.
صرح الناطق الرسمي باسم المؤتمر، هيثم الشريف، لـ«التغيير»، بأن هذه الجرائم تأتي ضمن سياسة تستهدف المدنيين في قرى شرق وشمال الجزيرة.
وأضاف أن الهلالية، التي كانت تُعتبر منطقة آمنة، شهدت اعتقالات تعسفية للشباب مع فرض فديات مالية تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه سوداني للإفراج عنهم، دون الالتزام بإطلاق سراحهم حتى بعد الدفع.
