شنت الاستخبارات العسكرية السودانية وميليشيا “قوات العمل الخاص”، التابعة لتنظيم الحركة الإسلامية، حملة اعتقالات واسعة ضد الشباب في مدينة الدويم في ولاية النيل الأبيض، وفقًا لمصادر محلية.
أكدت المصادر لموقع “إرم نيوز” أن الحملة القمعية هذه مستمرة منذ حوالي أسبوع، بعد تقدم قوات الدعم السريع نحو المدينة من الجهة الشمالية، وتركزت الاعتقالات على الشباب، خاصة الذين نزحوا إليها من مناطق مختلفة بسبب الحرب.
وأوضحت المصادر أن بين المعتقلين كانت هناك فتيات نازحات مع عائلاتهن، وتم الإفراج عنهن في وقت لاحق بعد إجراء تحقيق يشمل الاستفسار عن القبيلة وسبب تواجدهن في المدينة، بالإضافة إلى فحص الهواتف باستخدام برامج استرجاع الرسائل والوسائط المحذوفة.
أفادت المصادر بأن بعض الشباب الذين اعتقلوا تم الإفراج عنهم بعد يومين من الاعتقال، في حين ما زال البعض الآخر تحت الاحتجاز في أماكن غير معروفة، وأشارت إلى أن الذين تم الإفراج عنهم تعرضوا للتعذيب خلال فترة احتجازهم.
أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي أنها تقدمت نحو مدينة الدويم من خلال محاور غرب وشرق نهر النيل الأبيض، وأكدت سيطرتها على بعض القرى شمال المدينة.
تقع مدينة الدويم غرب نهر النيل الأبيض ويوجد جسر رئيسي يربطها بشرق النهر، وهناك طريق يؤدي جنوبًا إلى مدينتي ربك وكوستي وشمالًا إلى مدينة “القطينة” التي تخضع لسيطرة القوات الدعم السريع وبعدها الخرطوم.بشأن تفاصيل إضافية عن اعتقال الجيش للشباب في الدويم، ذكر موقع “الراكوبة” السوداني أن الاعتقالات تحدث دون توجيه تهم واضحة وأنهم يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.
ونقل الموقع عن أحد المعتقلين المفرج عنهم قوله إنه “تم اعتقاله مع مجموعة من الشباب، وطُلب منهم فتح هواتفهم الشخصية دون معرفة الأسباب، قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد ساعات من الاعتقال دون أي توضيح أو توجيه تهمة”.
وأشار إلى أن “قوات العمل الخاص”، التي تتكون من عناصر جهاز الأمن السري للحركة الإسلامية التي كانت تحكم في عهد الرئيس السابق عمر البشير، تعتبر متواجدة بكثافة في مدينة الدويم وتقوم بعمليات اعتقال مستمرة بين المواطنين، مما أثار حالة من الخوف والقلق بين السكان.
وقد استقبلت مدينة الدويم في الأيام الماضية أعداداً كبيرة من سكان محليتي “القطينة وأم رمته” بولاية النيل الأبيض، بالإضافة إلى بعض سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة، الفارين من القتال الذي اشتعل في هذه المناطق بين الجيش وقوات الدعم السريع.