السودان الان السودان عاجل

بعد ما جرى خلال الايام الماضية .. مخاوف متزايدة.. كيف يؤثر الزلزال على سلامة سد النهضة؟

مصدر الخبر / راديو دبنقا

أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض حدوث زلزال بقوة 5.8 درجات في إثيوبيا يوم السبت 4 يناير 2025. وأشارت الهيئة إلى أن الزلزال وقع على بعد 142 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة أديس أبابا وعلى عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض.

تعرضت المنطقة لزلزال بلغت قوته 5.5 درجات يوم الجمعة 3 يناير 2025، في إطار سلسلة من الزلازل ذات الشدة الأقل والتي تجاوز عددها 30 زلزالًا وهزة ارتدادية خلال الأسبوع الماضي. لم تتوفر معلومات دقيقة حول حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، لكن السلطات الإثيوبية بدأت في نقل 80 ألف شخص من المناطق الأكثر عرضة للزلزال إلى مواقع أكثر أمانًا، كما ظهرت تصدعات على بعض الطرق.كما هو الحال مع أي زلزال يحدث في إثيوبيا خلال السنوات الأخيرة، عاد النقاش حول تأثير الزلزال على سد النهضة والتبعات الخطيرة التي قد تطرأ على السودان ومصر نتيجة لذلك، حيث إن السد يقع في منطقة حدودية، وسيكون تأثيره محصورًا داخل الأراضي الإثيوبية.

منطقة الزلازل بعيدة عن موقع سد النهضة

قال المهندس عبد الكريم الأمين، خبير المساحة وعلوم الأرض، إن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في عدد الزلازل التي تضرب إثيوبيا، وأن هذه الزلازل تحدث في مناطق بعيدة عن موقع سد النهضة، حيث كان أقرب مركز زلزال يبعد حوالي 100 كيلومتر عن موقع الخزان. وأشار المهندس عبد الكريم الأمين في حديث له مع راديو دبنقا إلى أن السدود عموماً تُصمم بسعة قصوى لتحمل الزلازل، ومن خلال الرصد في مختلف أنحاء العالم يظهر أن معظم السدود لا تنهار نتيجة الزلازل، باستثناء بعض المناطق مثل الصين وزيمبابوي ودول أخرى.وأكد الخبير في مجال المساحة وعلوم الأرض أن العنصر الرئيسي هو الموقع الذي تُبنى فيه السدود، حيث تُجرى دراسات مسبقة للحالة الجيولوجية للمنطقة المعنية قبل الشروع في بناء السد. وفيما يتعلق بسد النهضة، أجرت إثيوبيا دراستين، وأبلغت السودان ومصر بمحتوى الدراسة الثانية، بينما لم تكشف أديس أبابا عن تفاصيل الدراسة الأولى للبلدين. ومع ذلك، فإن الأمر المهم هو أن المنطقة التي يقع فيها سد النهضة ليست قريبة من المناطق المعرضة للزلازل في شرق إثيوبيا، حيث يبعد مركز الزلزال الأخير حوالي 500 كيلومتر عن السد.أفاد المهندس عبد الكريم الأمين في حديثه لراديو دبنقا بأن سد النهضة مصمم ليستوعب كميات كبيرة من المياه في البحيرة الواقعة خلفه. وأشار إلى أنه في حال تأثرت المنطقة بالزلزال، فإن ذلك سيؤثر على البيئة في المناطق التي تجري فيها مياه الفيضانات الناتجة عنه. كما حذر من أن النقص الكبير الملحوظ في مياه بحيرة الخزان مؤخراً قد يكون بسبب تسريب أسفل الخزان، مما قد يؤثر على هيكل الخزان خاصة مع زيادة الأنشطة الزلزالية.

الشمولية في التعامل مع تأثيرات سد النهضة

فيما يتعلق بتأثير انهيار جزئي لسد النهضة على السودان، أوضح خبير في مجالات المساحة وعلوم الأرض أن الأراضي السودانية المحيطة بنهر النيل تتسم بكونها سهولاً منخفضة، مما يعني أن المياه ستغمر مساحات كبيرة على طول حوض النيل الأزرق ونهر النيل. كما ستتأثر جميع المنشآت المبنية على ضفتي النيل، بما في ذلك ثلاثة من السدود الرئيسية في السودان (الروصيرص، سنار، مروي). بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستويات المياه في النيل الأزرق بشكل كبير سيؤدي إلى ارتداد المياه في النيل الأبيض، مما سيسبب غمر مناطق واسعة بالمياه تمتد من ملتقى النيلين في الخرطوم إلى منطقة السدود في ولايتي أعالي النيل وجونقلي في دولة جنوب السودان.اعتبر المهندس عبد الكريم الأمين، في تصريح له لراديو دبنقا، أن من بين المشاكل الرئيسية في التعامل مع قضية سد النهضة هو أنها تُعتبر قضية أمنية وليس فنية أو هندسية. بيد أن مساهمة عدد من أساتذة الجامعات ووزارة الري قد ساهمت في تغيير هذا التصور. كما دعا جميع الجهات المعنية بالموارد المائية إلى ضرورة تشكيل وحدة من العلماء والخبراء لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بسد النهضة بطريقة علمية وتأثيراتها البيئية على مناطق حوض النيل وروافده، بما في ذلك جميع الموارد المائية في السودان، وذلك بهدف إعداد رؤية شاملة بعيدة عن الأجندات السياسية.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا