السودان الان السودان عاجل

كيف يمكن للمبادرة التركية أن تغير واقع الحرب في السودان؟ آمال السودانيين في السلام

مصدر الخبر / صحيفة الشرق الاوسط

لم تتضمن التصريحات التي أدلى بها وزيري الخارجية التركي والسوداني بعد انتهاء زيارة الأخير للسودان أي إشارة إلى “مصالحة سودانية – إماراتية”، وركزت بشكل أساسي على ضرورة وقف الحرب في السودان. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل المبادرة، انتشرت أحاديث عن إمكانية وجود لقاءات بين قيادتي الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في الإمارات.

وعلى الرغم من المواقف المتباينة التي تصدر عن تنظيم الإسلاميين السودانيين الذين يدعمون استمرار الحرب حتى هزيمة “قوات الدعم السريع” عسكرياً، فإن السودانيين يعلقون آمالاً كبيرة على المبادرة التركية التي تهدف إلى إنهاء معاناتهم المستمرة منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023.

ركّز نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دران، في تصريحاته للصحافيين بعد انتهاء زيارته للسودان على أهمية “استعادة السلام ووقف الحرب” ودور بلاده واستعدادها للعب دور في هذه المسألة. كما لم يشِر وزير الخارجية السوداني المكلف، علي يوسف، في تصريحه المشترك مع نظيره التركي إلى “إنهاء الخلافات السودانية الإماراتية”، واكتفى بالقول إن المبادرة التي وافق عليها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، سيكون لها تأثيرات مستقبلية، وإنها “يمكن أن تقود إلى جهود حقيقية لتحقيق السلام في السودان”.

وفيما يتعلق بدور أنقرة، تحدث نائب وزير الخارجية التركي، الذي زار السودان بصفة مبعوث للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن دعم بلاده للمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الصراع المسلح في السودان وتخفيف المعاناة الإنسانية والحفاظ على وحدة السودان واستقراره وأمنه، مشيراً إلى أن بلاده ستبذل الجهود اللازمة لتحقيق ذلك. كما أعرب وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، بعد لقائه المسؤول التركي، عن ترحيبه بالمبادرة التركية واصفاً إياها بـ “المبادرة التركية لتحقيق السلام في السودان”.

وفي إطار هذه التطورات، قال المحلل السياسي محمد لطيف، لـ”الشرق الأوسط”، إن الوساطة التركية تهدف إلى تجاوز الخلافات السودانية الإماراتية بشكل أكثر فعالية، وأن أنقرة قد تلعب أيضاً دوراً في إنهاء الحرب وتحقيق مصالحة بين الأطراف المتنازعة، مع السعي لعقد لقاءات مباشرة أو غير مباشرة بين قيادات طرفي النزاع.

وأشار لطيف إلى أن المبادرة التركية تم تصميمها بالتعاون مع دولة الإمارات التي ترغب في أيضاً في لعب دور في وقف النزاع. وأوضح أن الخلافات بين السودان والإمارات ليست ذات قيمة كبيرة، حيث اعتبرها “خلافات مصنوعة”، إذ أن مصالح الطرفين مشتركة، خاصة مع الحكومة في بورتسودان. كما أشار إلى أن موقف الإسلاميين في السودان ليس مبدئياً بل مرتبط بمصالحهم.

ويعتبر لطيف المبادرة التركية فرصة كبيرة، متوقعاً نجاحها في إعادة وفود طرفي الحرب إلى مائدة التفاوض، مشيراً إلى أن الإمارات قد لا تكون طرفاً في هذا التفاوض، وذلك لأن حكومة بورتسودان كانت تعتبر الإمارات وسيطاً مقبولاً خلال مفاوضات (منبر المنامة).

ولفت لطيف إلى أن المبادرة تعتمد على دور إماراتي للمساعدة في حل الأزمة السودانية، مبيناً أن “القراءة الصحيحة للمبادرة ليست كوساطة بين السودان والإمارات، بل إن تركيا تعتمد على الإمارات لدعمها في الوساطة”. ورجح لطيف أن يكون دور الإمارات هو الضغط على “قوات الدعم السريع” وتقديم الضمانات للجيش والتأثير على القوى المدنية لقبول التسوية، لأن الإمارات على علاقة بالأطراف الثلاثة. وأكمل: “تركيا فهمت دور الإمارات بشكل دقيق، لذا طرحت الحل بهذه الطريقة”.

عن مصدر الخبر

صحيفة الشرق الاوسط