تعرضت محولات الكهرباء في سد مروي لاعتداء جديد بواسطة طائرات مسيرة، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع، حيث وقع الهجوم في الساعات الأولى من صباح اليوم. في 8 يناير، شهدت مدينة مروي هجومًا مشابهًا استهدف مقر الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني، حيث تمكنت المضادات الأرضية من التصدي للهجوم، لكن إحدى الطائرات سقطت على محول كهربائي في السد، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدينتي مروي والدبة.
في صباح يوم الاثنين، تجددت الهجمات بالطائرات المسيرة على مدينة مروي، حيث اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بشن هذا الهجوم الذي استهدف سد مروي في شمال البلاد. وقد أسفر هذا الهجوم عن انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة، مما زاد من معاناة السكان في تلك المناطق. وقد أكد الصحفي مصطفى عمر من الولاية الشمالية لراديو دبنقا أن انقطاع الكهرباء شمل جميع مدن ومحليات الولاية منذ الساعة السابعة صباحًا، ولا تزال جهود الإصلاح جارية.
في ولاية نهر النيل، أفاد أحد سكان مدينة عطبرة لراديو دبنقا بأن التيار الكهربائي انقطع منذ الساعة الثالثة صباحًا، ولم يتم استرجاعه حتى الآن. هذا الانقطاع المستمر أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، حيث يعاني الكثيرون من صعوبة في ممارسة أنشطتهم اليومية بسبب عدم توفر الكهرباء.
أشار المصدر إلى أن الأسواق في المدينة تعاني من حالة شلل شبه تام، بينما تواصل المخابز عملها، لكنها قد تواجه تحديات كبيرة إذا استمر انقطاع الكهرباء لفترة أطول، مما يهدد بتدهور الأزمة المعيشية للسكان.
اتهم بيان من قيادة الفرقة 19 مشاة في الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أنه “في سياق حملتها المكثفة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الهامة والمشاريع التنموية في البلاد، وبعد الهزائم المتكررة التي تكبدتها قوات الدعم السريع على يد قواتنا المسلحة في جميع الجبهات، قامت المليشيا باستهداف كهرباء سد مروي بعدد من الطائرات المسيَّرة”. واعترف البيان بحدوث خسائر، إلا أنه لم يوضح حجم ونوع هذه الخسائر.
تناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر اندلاع حريق في المحطة التحويلية للكهرباء، التي تُستخدم لنقل الكهرباء من السد إلى الشبكة القومية التي توفر الطاقة الكهربائية لعدد من الولايات السودانية. وذكر راديو دبنقا حدوث انقطاع في خدمات الكهرباء في عدة مدن، منها مروي وبورتسودان وأم درمان وعطبرة ودنقلا.
على الرغم من أن الجيش اتهم قوات الدعم السريع بشكل مباشر، إلا أن هذه القوات استمرت في تجنب إصدار أي بيانات تعلن فيها مسئوليتها عن تنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة. وفي عدد من الهجمات السابقة في مدن مثل عطبرة وشندي، كانت قوات الدعم السريع تتهم فصائل مؤيدة للحكومة في بورتسودان باستخدام الطائرات المسيرة لتصفية الحسابات فيما بينها.
استمرت قوات الدعم السريع في استهداف مطار مدينة مروي بواسطة الطائرات بدون طيار بشكل متقطع، ولكن الهجوم الأبرز وقع في 28 نوفمبر 2024 حين تم استخدام 16 طائرة مسيرة في الهجوم على المطار. تظل المطارات المدنية والعسكرية في مروي وعطبرة ووادي سيدنا أهدافًا رئيسية لطائرات الدعم السريع نظرًا للدور الهام الذي تلعبه طائرات الجيش في تعزيز موقف القوات المسلحة خلال الفترة الأخيرة.
من جهتها، أفادت مجموعة محامي الطوارئ في بيان حصل عليه راديو دبنقا، أن القصف بواسطة الطائرات المسيرة أدى إلى انقطاع الكهرباء عن ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل، فضلاً عن محلية كرري في ولاية الخرطوم. ونتيجة لهذه الهجمات، فقد توقفت الخدمات الأساسية عن مئات الآلاف من المدنيين في مختلف أنحاء البلاد، مما زاد من تفاقم المعاناة الإنسانية.
وقد أدانت المجموعة الهجمات وألقت باللوم على قوات الدعم السريع في المسؤولية الكاملة عن استهداف المنشآت المدنية الحيوية عمدًا. كما اعتبرت هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف البنية التحتية المدنية الضرورية للحياة اليومية. ووفقًا لاتفاقيات جنيف والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، تُعتبر المنشآت الحيوية، مثل محطات الطاقة، أهدافًا محمية ينبغي عدم استهدافها خلال النزاعات المسلحة، إلا إذا كانت مُستخدمة لأغراض عسكرية بشكل مباشر.
اتصل فريق التحقق براديو دبنقا بأحد المهندسين في محطة كهرباء مروي وسأله عن طبيعة الخسائر ومداها. وأكد المهندس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن المسيرة سقطت على أحد المفاعلات في الخطين الناقلين 76 و77، مما أدى إلى تعطيل أحد الخطوط التي تربط بين المحطة التحويلية لسد مروي ومحطة المرخيات في شمال أم درمان. وأوضح أن المحطة التحويلية المستهدفة تقع مباشرة بجوار السد على الضفة الغربية للنيل.
ذكر المهندس أن الحريق أثر على أجهزة التحكم، إلا أن المحولات الرئيسية للشبكة لم تتعرض لأي ضرر. ومن المحتمل أن يتم إصلاح الأضرار بسرعة خلال الساعات القليلة المقبلة. مع ذلك، سيظل أحد الخطوط الناقلة الرئيسية الذي يربط بين سد مروي والمرخيات متوقفاً عن العمل حتى يتم استبدال المفاعل الذي تعرض للاحتراق.
وأشار المهندس الكهربائي إلى أن الخرطوم ستكون الأكثر تأثراً بذلك، نظراً لعدم توفر مثل هذا المفاعل في السودان، مما يتطلب استيراده من الخارج، وهو ما قد يستغرق بعض الوقت.
وفيما يتعلق بخسائر الهجوم الذي نفذته الطائرات المسيرة في 8 يناير، أوضح المهندس أن هذا الهجوم استهدف المحطة التحويلية في مدينة مروي، القريبة من مقر الفرقة 16 مشاة، مما أدى إلى تأثير محدود اقتصر على مدينتي مروي والدبة وبعض القرى المجاورة.
في إجابته على سؤال فريق دبنقا للتحقق بشأن أهمية سد مروي في إنتاج وتوزيع الكهرباء على مستوى السودان، ذكر المهندس العامل في محطة كهرباء مروي، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بالسلامة، أن سد مروي يحتوي على عشرة وحدات لإنتاج الكهرباء، حيث تنتج كل وحدة منها 125 ميغاواط.
بدأ تشغيل وحدات إنتاج الكهرباء في العام 2009 بوحدتين، واستمر تشغيل الوحدات حتى وصل إنتاج الكهرباء إلى 1250 ميغاوات، وهو ما يمثل الحد الأقصى للطاقة الإنتاجية. كما أشار إلى أن الفترة الحالية، حيث تكون مستويات مياه النيل في حدودها العليا، هي الفترة التي يصل فيها إنتاج الكهرباء إلى أقصى مستوياته، وذلك لأن إنتاج الكهرباء يبلغ ذروته عندما تتراوح مناسيب المياه بين 285 متر كحد أدنى و300 متر كحد أقصى.
ترتبط المحطة التحويلية بالشبكة القومية لنقل الكهرباء من خلال أربعة خطوط رئيسية. الخط الأول، وهو الخط الشمالي، تبلغ قوته 220 كيلوفولت ويغطي المناطق من مروي إلى وادي حلفا حيث يرتبط بشبكة الكهرباء المصرية. الخط الثاني بقوة 500 كيلوفولت يمتد حتى مدينة عطبرة، ومن ثم ينقسم إلى خطين: الأول يتجه إلى بورتسودان في ولاية البحر الأحمر، والثاني إلى المرخيات شمال أمدرمان، وقوة كل منهما 220 كيلوفولت. وأخيرًا، يوجد خطان ناقلان بقوة 500 كيلوفولت يمتدان من المحطة التحويلية لسد مروي إلى محطة المرخيات شمال أمدرمان.
سد مروي هو خزان صخري مغطى بالخرسانة يمتد على ضفتي النهر بحجم 8.3 كيلومتر مكعب. تمتد بحيرة الخزان بطول 174 كيلومتراً، ويصل ارتفاعها 300 متر فوق سطح البحر. تم تصميم السد لإنتاج الكهرباء، ويقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان، على بعد 40 كيلومتراً من الخرطوم و600 كيلومتر من ميناء بورتسودان. تم الانتهاء من بناء السد في 3 مارس 2009، ويبلغ الطول الكلي له 9.2 كيلومتر، بينما يصل ارتفاعه إلى 67 متراً.
بالإضافة إلى دوره الأساسي في توليد الكهرباء، يقوم السد بتنظيم مستويات المياه في مجرى النيل الرئيسي. كما ساهم السد في زيادة مساحة الأراضي المستصلحة زراعياً في المنطقة، حيث كانت تقتصر على ضفاف النيل، لكنها أصبحت تمتد إلى مساحات أوسع بفضل كميات المياه المخزنة في بحيرة السد.
مدينة مروي تعد من المدن العريقة التي لها تاريخ طويل، وقد ارتبطت بالحضارات السودانية القديمة. تقع في شمال السودان، وتحتضن مقر الفرقة 19 مشاة. كما تحتوي المدينة على مطار مدني تم إنشاؤه أثناء بناء السد، ويعتبر هذا المطار من المطارات الاستراتيجية كونه المطار البديل لمطار الخرطوم في حالات الطوارئ.
يتضمن المطار المدني منشآت عسكرية جوية تدعم المطار العسكري الرئيسي في الخرطوم، ويعد بديلاً في حال توقف قاعدة وادي سيدنا العسكرية عن النشاط. وكان وجود وحدات من القوات الجوية المصرية أحد الأسباب الأساسية لاندلاع حرب 15 أبريل 2023، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مطار مروي لمنع استخدامه في قصف قواتها.
الخسائر في محطة سد مروي ليست الوحيدة التي تعرض لها قطاع الكهرباء. بحسب ما أفاد به مهندس كهرباء يعمل في محطة مروي، فإن هناك محطات رئيسية أخرى تعرضت لخسائر أيضًا، حيث تعاني محطة إنتاج الكهرباء في الروصيرص من تعطل إحدى محولاتها الرئيسية نتيجة عطل فني. كما تأثرت المحطة التحويلية في سنجة، التي تربط محطة “أم دباكر” بالشبكة القومية في الروصيرص، ولم يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بها حتى الآن بسبب الأوضاع الأمنية. بينما تعمل محطة تشغيل واحدة فقط من أصل أربع محطات تشغيل في محطة التوليد الحراري في أم دباكر، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها 125 ميغاوات، مما يجعل المحطة تعمل ربع قدرتها التشغيلية فقط.
أكد المهندس الكهربائي أن شبكة التوزيع في المدن والقرى وخطوط النقل بينها تعرضت لخسائر كبيرة، مما يستدعي إجراء مراجعة شاملة للشبكة عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك، لتقييم حجم الخسائر والاحتياجات اللازمة من المعدات والأجهزة والكفاءات والدعم اللوجستي المطلوب لإعادة تشغيلها كما كانت قبل الحرب.
الجنجا فكو الجعليين واحجارهم الكريمة
وقبلو على شوايقة مروى
😁😁😁😁😁😁😁😁
كمان الشوايقة جنهم وجن الخساير المادية بمووووتو عدييييييل …فنتظرووووا حق الرد الشايقى …رد غتييييييت غتة الشوايقة الما بتغباكم