أكدت لجنة المعلمين السودانيين في ولاية كسلا نجاح الإضراب الذي بدأ أمس بنسبة استجابة تصل إلى 90%، وأعلنت عن استمرار الإضراب حتى تحقيق مطالبها. وجاء في بيان صدر يوم الثلاثاء أن الإضراب يشمل جميع محافظات الولاية الإحدى عشرة، ويأتي احتجاجاً على تأخر صرف رواتب وحقوق مالية للمعلمين لمدة عامين. وأشارت اللجنة إلى فشل محاولات الإدارة التعليمية في إفشال الإضراب بالتواصل مع مدراء المدارس، مصرة على أن المعلمين ما زالوا يصرّون على مواقفهم نتيجة لمعاناتهم المتزايدة نتيجة انقطاع رواتبهم والتأثير المباشر الذي نجم عن ذلك على حياتهم.
أكدت اللجنة على عزمها على مطالبها بشدة، وأكدت أنها لن تقبل بحلول جزئية، وأظهرت التجارب السابقة عدم فعالية تلك الحلول في حل مشاكل المعلمين. واجهت ولاية كسلا، مثل العديد من الولايات السودانية، أزمة اقتصادية خانقة نتيجة للحرب المستمرة والأوضاع السياسية غير المستقرة في البلاد، مما أدى إلى عجز السلطات المحلية عن تلبية الالتزامات المالية تجاه موظفي القطاع العام، بما في ذلك المعلمين. يعاني المعلمون في كسلا من تأخر صرف رواتبهم وحقوقهم المالية لأكثر من عامين، مما دفعهم إلى تنظيم احتجاجات متكررة للمطالبة بحقوقهم الأساسية.
تأتي هذه الخطوات في سياق تفاقم أزمة الخدمات الأساسية وتدهور البنية التحتية في البلاد، مما أثر سلبًا على قطاعي التعليم والصحة بشكل خاص.يشكل الإضراب الأخير جزءاً من موجة احتجاجات واسعة في البلاد، حيث يُطالب العاملون بتحسين أوضاعهم المعيشية وضمان حقوقهم، في ظل عدم وجود حلول جذرية للأزمة الاقتصادية.وبالرغم من محاولات السلطات المحلية لتهدئة الأوضاع، فإن استجابتها لمطالب المعلمين لا تزال محدودة، مما يزيد من حدة التوتر ويهدد استقرار العملية التعليمية في الولاية.