يواصل مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع شركائه جهود نقل اللاجئين من معسكر الاستقبال في “ترانزيت” القريب من الحدود السودانية إلى مخيم أفتيت الواقع في مدينة شهيدي بولاية الأمهرا في إثيوبيا. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتوفير بيئة أكثر استقرارًا للاجئين، حيث يسعى المكتب إلى تحسين ظروفهم المعيشية وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
أفاد عدد من اللاجئين الذين يقيمون في المعسكر لراديو دبنقا بأن المفوضية نظمت رحلة جديدة يوم الجمعة الماضية، حيث تم إرسال ستة حافلات في رحلتين، واحدة صباحية وأخرى مسائية، بهدف تسريع عملية نقل اللاجئين المتبقيين. ومن المتوقع أن تستمر هذه العمليات في الأيام المقبلة، مما يعكس التزام المفوضية بتقديم الدعم اللازم للاجئين وتسهيل انتقالهم إلى أماكن أكثر أمانًا.
في إطار التحضيرات لعمليات الترحيل، عقدت المفوضية اجتماعًا مع ممثلي اللاجئين، حيث تم التأكيد على التحديات التي تواجه تقديم خدمات التعليم في معسكر الاستقبال، خاصة بالنسبة للاجئين الذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم في المرحلتين الأساسية والثانوية. كما تم مناقشة أهمية توفير الخدمات الأساسية الأخرى لضمان حياة كريمة للاجئين في المخيم الجديد.
وأشارت المفوضية إلى أن طلبها بترحيل اللاجئين جاء نتيجة الظروف الأمنية في المنطقة، مؤكدة أن وجود اللاجئين في معسكر أفتيت سيسهل عليكم تسجيل أولئك الذين يحملون أرقاماً تسلسلية، في حين أن بعض اللاجئين لم يتم تسجيلهم منذ عام ولا يمتلكون أي وثائق قانونية رسمية.
كما شهدت المنطقة المحيطة بمعسكر الاستقبال في ترانزيت توترات أمنية قبل عدة أشهر، مما جعل من الصعب تقديم أي خدمات للاجئين باستثناء المياه.
وتعرض اللاجئون وطاقم المنظمة للخطر بسبب هذه التوترات، وبنفس الظروف تعذر على المنظمة توزيع الغذاء في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، مما زاد من معاناة اللاجئين الذين اضطروا لجمع الطماطم والبطاطا الفاسدة من مدينة المتمة.
ويبلغ عدد اللاجئين في معسكر ترانزيت، الذي يقع بالقرب من مدينة المتمة يوهانس الإثيوبية، حوالي ألفي لاجئ، معظمهم سودانيون، كانوا عالقين في غابات أولالا في إقليم الأمهرا.
وحسب أحدث الإحصائيات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين في معسكر أفتيت يتجاوز 2700 لاجئ. في المقابل، يرفض معظم اللاجئين الانتقال من معسكر ترانزيت إلى أفتيت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والتحركات الواسعة لمليشيات الفانو المعارضة.
وكانت السلطات الإثيوبية قد أغلقت معسكري كومر وأولالا في إقليم الأمهرا وأنشأت معسكرًا جديدًا في منطقة أفتيت، التي تبعد 35 كيلو مترًا عن الحدود مع السودان.
ولم يتمكن فريق راديو دبنقا من الحصول على ردود فورية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ولجنة اللاجئين والعائدين الإثيوبية.